يكشف النجم ميلاد يوسف عن المسلسل الأول الذي يصوّره خارج وطنه سورية منذ 2011، وعنوانه «سبعة» من إخراج عامر الحمود وسيناريو وحوار هوزان عكو عن رواية الكاتب السعوديّ الراحل غازي القصيبي، ويؤدي فيه دور الطبيب النفسي «أنور»، إحدى الشخصيات الأساسيّة في العمل، والتي يصفها لـ «الحياة» بالـ «مركبة»، وتحمل مستويات عدة، «تخفي الكثير خلف مهنتها وتستغلها، وتعيش علاقة حب تتطور إلى أن تنتهي بمأساة».

ويبرر يوسف تأخره بعبور الحدود السورية خلال الأزمة إلى الأعمال المشتركة، بقوله أنها «دائماً كانت موجودة، لكنها الآن أصبحت ترويجية تحمل أموراً غير منطقية، لذلك كنت مصرّاً على البقاء في الدراما السورية فقط، لكن لا مانع من المشاركة فيها إذا كان النص جميلاً كما هي الحال في مسلسل سبعة»، علماً أن يوسف شارك سابقاً بأعمال عربية مثل «ليل السرّار» و «رجال الحسم».

يعود يوسف إلى لحظات التصوير داخل بلده في الـ «لوكايشن»، إلى المؤثرات الصوتية «الحقيقية جداً» في الأعمال، مثل أصوات الرصاص والانفجارات والاشتباكات، إلى صعوبة التنقل من مكان إلى آخر، معتبراً ذلك «حالة استئثنائية، تستفزني كثيراً، وهي ما دفعني للبقاء في سورية منذ بداية الأزمة، فعشت كل المراحل باختلافها وأحسست بها»، ويقول: «الدراما السورية أعطتنا حالة من الأمان وقدمتنا للعالم العربي، لذلك من حقها علينا أن نكون أوفياء لها».

وعلى عكس السواد المنتشر في البلاد، ينظر يوسف بإيجابية كبيرة إلى ما وصل إليه الفن والدراما في سورية. يرى أنّهما «ولدا في شكل جديد مع الأزمة، فالإبداع يولد من رحم الوجع»، لافتاً إلى الكثير من «العروض المسرحيّة الناجحة في دمشق اليوم، والإنتاجات الدرامية بمستوى عالٍ ومتقارب»، متمنياً أن «تستمر هذه الحركة الفنيّة الرائعة، ولكن بعيداً من المعاناة طبعاً».

ويشير يوسف إلى «انخفاض مستوى الرقابة وزيادة مساحة الحرية في الأعمال الدرامية الأخيرة، مثل «بقعة ضوء»، و «ضبّوا الشناتي»، و «حائرات» التي قالت في سنوات الأزمة ما كان ممنوعاً سابقاً».

الممثل السوري الذي احترف التمثيل منذ أكثر من عشرين عاماً، يرى أن الممثل هو صانع التأثير، ويصرّ على البقاء انتقائياً في اختيار أدواره، كاشفاً أنه فضّل أخيراً عدم المشاركة في «دنيا 2015» بدوره «فايز» الذي قدمه في الجزء الأول عام 2000، لأن «مساحة الدور لا تخدم تقديم الملامح الدرامية للشخصية»، مؤثراً «المحافظة في عقل الجمهور على صورة فايز الجميلة في الجزء السابق».

ويشارك يوسف في الموسم الرمضاني المقبل في أربعة أعمال تلفزيونية، فيحلّ ضيف شرفٍ في مسلسل «حارة المشرقة» للمخرج ناجي طعمة، ويؤدي في مسلسل «ظروف غامضة» من إخراج المثنى صبح وكتابة فادي قوشقجي، شخصية «مازن الشاب الدمشقيّ الفقير، والمغرم بفتاة (نسرين طافش)، فتنشأ علاقة حب مميزة بينهما يظهر فيها الجنون والجمال والشغف». ويشدّد يوسف على أن «ظروف غامضة» سيكون من أهمّ أعماله، قائلاً أنه «يحيي الجوانب الجميلة في سورية، وعملت بكل جهدي فيه وأملي به كبير جداً».

أمّا عن دور «عصام» في الجزء السابع من «باب الحارة»، فيكشف يوسف عن «مفاجأة ستحملها الشخصية من المشهد الأوّل في العمل «لن أتزوّج للمرة الرابعة في الجزء الجديد»، لكنه يضيف ممازحاً: «هناك تغيير في النوعية وليس في الكمية».

ويعبّر يوسف عن محبته لشخصية «عصام» التي يصفها المخرج بسّام الملّا بـ «سكرة باب الحارة»، مشيراً إلى أنها تحمل «صبغة نجحت في مقاربة مسألة تعدد الزوجات في مجتمعاتنا بأسلوب كوميديّ وطريف لا ينفّر المشاهد». وتعليقاً على الانتقادات التي تطاول العمل، يؤكد يوسف أن «الانتقادات دليل نجاح، وبسببها نجحنا في تطوير نص «باب الحارة» من الجزء الأوّل حتى السابع».