مرّت يوم الجمعة الذكرى السابعة والاربعون لحرب الايام الستة في 5 حزيران 1976  مروراً عابراً.. حتى باتت نشرات الطقس اليومية اكثر اهمية منها.

لم يتذكر العرب والعالم هذه المناسبة الا عبر خبر صغير وهو سقوط صاروخ من قطاع غزّة على اسرائيل.

فمنذ ان وضعت «حماس» يدها على القطاع باتت فلسطين قضية اهلها فقط، ويكاد اسماعيل هنية الوحيد الذي يحكم سعيداً بلا منازع في دنيا العرب، فأبو مازن يشكو من  شحّ المساعدات العربية ومن تخاذل العرب على المنابر الدولية، وانتقل  الهمّ الأساس من مفاوضات إقامة المستوطنات الجديدة الى معركة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم لإبعاد اسرائيل عن الـ FIFA.

.. منذ اسابيع التقيتُ وزير خارجية فلسطين رياض المالكي في سدني التي زارها  ليوم واحد، فأبدى امتعاضاً شديداً من الموقف العربي في المحافل الدولية، واعطى مثلاً انه كان يزور الهند منذ اشهر طالباً الدعم فأجابه المسؤولون الهنود: «ما دام العرب غير متحمسين لقضيتكم، فلماذا تطلبون منا ان نكون ملكيين اكثر من الملك؟ ..

هذا غيض من فيض الانفصام  بين قضية العرب الأم وبين ابنائها.. ونحن ما زلنا نصفّق في سدني لزعيم المعارضة العمالية في الولاية لوك فولي الذي طالب كل  نائب عمالي يزور اسرائيل ان يزور مناطق السلطة بالمثل. فهل انتقلت القضية من يد الأشقاء الى اصدقاء اسرائيل القدامى؟!

5 حزيران لم يعد عنواناً لافتاً، فكل ايام العروبة اليوم هزائم بهزائم ولكن ليس على يد اسرائيل.