في الذكرى السنوية السادسة عشرة لاغتيال القضاة الأربعة على قوس العدل في قصر العدل القديم في صيدا حسن عثمان وعماد شهاب ووليد هرموش وعاصم بوضاهر، احيا الجسم القضائي والمحامين كعادتهم كل عام المناسبة باحتفال اقيم في قصر العدل الجديد في صيدا برعاية وحضور وزير العدل أشرف ريفي وهيئات قضائية واجتماعية وعائلات الشهداء الاربعة.
بعد النشيد الوطني ودقيقة صمت على ارواح الشهداء، تحدثت الرئيسة الاولى لمحكمة جنايات الجنوب رلى جدايل وقالت: «هؤلاء القضاة الاربعة الكبار باتوا شهداء العدالة في لبنان، فقد رحلوا وهم يعملون لأجل لبنان ولأجل من فيه».
ثم قال ممثل نقابة المحامين في الجنوب محمد شهاب: «ما عسانا نقول للمسؤولين ايا كانوا، هل سيبقى المجرمون حتى اليوم في غياب جهل هويتهم ومحرضهم ؟! الم تستصرخهم دماء الشهداء»، مضيفا: «لا شيء نقوله الا ان نخاطب الأرواح البريئة في جنات النعيم ونقول لها عذرا إن كنا لا نلتقي الا في ذكرى يوم الشهادة ولكننا نثق ان كل شهيد منكم هو على مدى الايام في قلب وعقل كل قاض ومحام بل وكل لبناني».
واكد رئيس مجلس القضاء الاعلى جان فهد: «نلتقي لنؤكد مجددا ان رسالة القضاء في لبنان محفوفة بالمخاطر وأننا عقدنا العزم على متابعتها بمسؤولية وشجاعة، وأنه على السلطة التنفيذية اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لمنع تكرار جرائم التعدي على السلطة القضائية».
وراى الوزير ريفي ان «قدرنا في هذا البلد ان ندفع أبهظ الأثمان ثمنا لحرية الكلمة واحقاق الحق، قدرنا ان نبقى في صراع مفتوح مع الخارجين عن القانون اللذين وللأسف أضحوا من أصحاب الشعارات ومن رافعي الرايات ومن منتحلي صفة المدافعين عن الوطن وهم اول من اغتالوه حين قضوا على مؤسساته ودمروا الصورة الحضارية التي تغنى بها على مدى سنوات طوال، لكن أرباب النضال في هذا الوطن لن يكلوا ولن يملوا من مواجهة مشاريع الفوضى التي يبشرنا بها البعض، لن نسمح لأحد أن يغتال شهداءنا مرة أخرى باغتيال الحقيقة التي من اجلها سقطوا».
وشدد ريفي على أن «مسيرة العدالة لم تتوقف رغم الصعاب والامكانيات المحدودة ، كلمة الحق كما اردتموها تتردد بصدى عال كل يوم في اروقة قصور العدل، نعاهدكم بأننا لن نخلع ثوب العدالة مهما كثرت التضحيات، فالعدالة هي الضمانة لبقاء الوطن والقضاء هو المؤتمن على هذه العدالة التي يسعى البعض الى تغييبها او تضليلها او حتى محوها من قاموسنا الوطني.
وبعد ان وجه التحية إلى روح الشهداء اكد ان «قضيتهم حاضرة في قلوب اللبنانيين جميعا، لن نرتاح قبل ان ينال المجرمون العقاب، على ما فعلت ايديهم من جريمة نكراء، لن نسمح لهم ولأمثالهم بأن يضربوا استقرارنا وعيشنا المشترك بالصميم، مهما كبرت مخططاتهم ومهما حشدوا من الأفكار الحاقدة ما يدمر ويهدم في هذا البلد وستبقى راية العدالة اعلى من راياتهم وستظل روحكم الطاهرة تطاردهم وامثالهم، لكم الخلود في صحبة الأبرار ولهم الزوال ولو بعد حين».
واثر زيارته النائبة بهية الحريري في دارتها في مجدليون يرافقه القاضي جان فهد ورئيس هيئة التفتيش القضائية القاضي أكرم بعاصيري ورئيس محكمة التمييز في لبنان القاضي جان عيد، اكد الوزير ريفي اننا «مصممون على انتخاب رئيس الجمهورية قبل المواقع الامنية»، قائلا: «هناك طروحات عديدة جدا في هذا المجال، نحن كفريق سياسي طرحنا هو الأولوية لرئاسة الجمهورية، ننتخب رئيس جمهورية ثم تنتظم الأمور تلقائيا طبيعي، بكل أسف نريد ان نقفز على قصة رئاسة الجمهورية ونعين قائد جيش في وقت يواجه البلد لحظات صعبة جدا! اذاً.. عندما تهرب من الأصول تقع في الأفخاخ، بكل اسف هربنا من رئاسة الجمهورية وهذا اعتبره جريمة وطنية بحق الوطن وجريمة بحق الشراكة الوطنية ثم نعالج ما يلي رئاسة الجمهورية، لا.. نحن يجب ان نعالج حسب الأصول».
وقال: «لم نر هذه الحمية عندما كان هناك طرح على مستوى الأمن العام، الأمن العام كان لأخواننا المسيحيين ثم عدّل لطائفة ثانية ولم نرى هذا الاستقتال في قصة الأمن العام، اليوم قائد الجيش لا زال مارونياً ولا نقول انه لطائفة ثانية ، نحن نعم مع كل انسان اذا كان بالوضع الطبيعي، انما نحن في وضع استثنائي وصعب جدا.. تأتي رئاسة الجمهورية قبل المواقع الأمنية خاصة في مرحلة فيها مواجهة امنية عسكرية دقيقة جدا، الدول لا تغير القيادات اثناء الحروب او اثناء ما يشبه الحروب الا اذا كان لديها مأخذ كبير جدا.. ليس لدينا مأخذ كبير ولا اي مأخذ على قيادة الجيش ، نحن في رضا تام للتطور الذي حدث في توزيع القوى سواء على الحدود الشرقية او الحدود الشمالية ، كنا في الأيام الأولى في حالة غير مرضية تطورت بشكل متسارع جدا ، والوضع على الحدود الشرقية الآن ُمرض ٍ عسكرياً وامنياً».