حمزة مصطفى
في وقت لا يزال النازحون من أبناء المناطق المحررة من محافظة صلاح الدين ينتظرون قرارا بإعادتهم إلى منازلهم قبيل شهر رمضان، بدأت معارك بيجي تقترب من الحسم بعد التقدم الذي أحرزته القوات العراقية وعشائر صلاح الدين المنضوية في ميليشيات الحشد الشعبي.
وطبقا للمصادر العسكرية في تكريت، فإن القوات الأمنية وبإسناد مقاتلي العشائر تمكنت من تطهير الحي العسكري في قضاء بيجي بالكامل من تنظيم داعش بعد اشتباكات عنيفة دارت في الحي الصناعي. واستنادا إلى هذه المصادر فإنه «بعد تحرير الحي المذكور سيكون أمام القوات الأمنية فقط سوق بيجي». وفي السياق نفسه، تمكنت القوات الأمنية من تفجير ثلاث سيارات مفخخة كانت معدة لاستهداف تلك القوات في الحي الصناعي. وأشارت المصادر إلى أن «حصيلة العمليات العسكرية كانت مقتل 30 إرهابيا من عصابات (داعش) في الحيين العسكري والصناعي في بيجي وهروب كثير من قيادات (داعش) إلى الشرقاط».
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء بشأن انسحاب عناصر تنظيم داعش إلى الجهة الشرقية من نهر دجلة، فبينما أكدت مصادر في ميليشيات الحشد الشعبي أن قيادات «داعش» أمرت عناصرها بالانسحاب من الجهة الجنوبية الغربية لبيجي نحو الجهة الشرقية باتجاه النهر، فإن القيادي البارز في عشائر صلاح الدين التي تتصدى لمحاربة (داعش)، يزن الجبوري، أبلغ أن «أمر الانسحاب بالنسبة للدواعش ومن خلال تجاربنا القتالية معهم لا يأتي عبر أوامر مسبقة وبالتالي يمكن رصدها، بل هو انسحاب يأتي طواعية وفي اللحظة التي تراها القيادات الميدانية مناسبة»، مشيرا إلى أن «القاعدة التي يعتمدونها في عملهم هي عدم الانسحاب وبالتالي في حال حصل انسحاب معين فإن من يقدره هو القائد الميداني». وأوضح الجبوري أن «عدة انسحابات حصلت لهم في مناطق كثيرة حسب مجريات المعركة».
بدوره، أعلن أحد قيادات ميليشيات الحشد الشعبي في صلاح الدين أن «فرق الهندسة التابعة لها تمكنت من اختراق الأجهزة اللاسلكية التابعة لعناصر (داعش) الإجرامية وسجلت نداءاتهم». وقالت تلك القيادة قي بيان لها إن «محور حديثهم ونداءاتهم كان حول تداول أمر قيادة (داعش) بشأن انسحاب عناصره من الجهة الجنوبية الغربية لبيجي نحو الجهة الشرقية باتجاه النهر»، مؤكدا «تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في تلك المنطقة».
وبشأن سير المعارك في بيجي، قال الجبوري إن «المعركة جارية في مناطق مختلفة من قضاء بيجي ولكنها بدأت تقترب من الحسم ومن المتوقع أن تحسم المعركة في غضون 48 ساعة يجري بعدها إعادة تجميع للقوات لكي نبدأ الصفحة الأخيرة من معارك صلاح الدين وهي التوجه نحو قضاء الشرقاط (إلى الشمال من بيجي) بهدف تحريره بالكامل».
إلى ذلك، تستمر معاناة أهالي المناطق المحررة من أقضية صلاح الدين المختلفة بسبب عدم وجود قرار يقضي بإعادتهم إلى منازلهم رغم مرور أكثر من ثلاثة شهور على تحرير تلك المناطق. ويقول الدكتور سيف الدين الدوري، أحد سكان تكريت إن «الغموض لا يزال يلف موضوع عودة النازحين إلى مناطق سكناهم حيث ما زالت عوائلنا إما في محافظات إقليم كردستان وإما بغداد أو غيرها من مناطق إيواء النازحين»، عادا التبريرات التي تقدمها الجهات المسؤولة «غير مقنعة ويبدو أن أمر العودة لا يتعلق بمجرد الحديث عن خدمات بالكهرباء والماء مثلما يقول مجلس محافظة صلاح الدين، بل إن الأمر يتعدى حدود سلطاتهم المحلية».
وكان رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، أحمد الكريم، أعلن أمس عن تأجيل عودة نازحي مدينة تكريت إلى منازلهم إلى منتصف الشهر الحالي، عازيا ذلك إلى إكمال الخدمات وتأمين المناطق الغربية شمال قضاء سامراء». وأضاف الكريم أنه «بعد الاطلاع على الواقع الأمني، وخصوصا الطريق الذي يربط بين قضاء سامراء ومدينة تكريت، قررنا تأجيل عودة أهالي تكريت إلى مناطقهم إلى ما بعد يوم 15 من شهر يونيو (حزيران) الحالي، لحين إكمال الخدمات وتأمين المنطقة الغربية شمال سامراء وتكريت».
لكن يزن الجبوري، القيادي في عشائر صلاح الدين، أوضح أن «قرار عودة النازحين من عدمه ليس من صلاحية مجلس المحافظة، بل هو من صلاحية القيادات الأمنية ومعها القيادات العشائرية التي تقاتل في الميدان»، مؤكدا أن «مهمة مجلس صلاح الدين وإدارة المحافظة هي فقط تأمين الجوانب الخدمية التي من شأنها تسهيل إعادة النازحين إلى بيوتهم والتي لن تتم قبل رمضان لأننا ما زلنا نخوض معارك، وساحة العمليات تعوق حتى الآن إعادة النازحين».