بعيداً من التوتير السياسي، شهدت ساحة الشهداء مساء السبت حفلا فنياً راقياً بعنوان «بيروت كانت وستكون» ضمن مهرجان ربيع بيروت الذي تنظمه «مؤسسة سمير قصير» في الذكرى العاشرة لاغتيال الشهيد الزميل سمير قصير.

تعطلت الحكومة ولم تتعطل لغة الكلام، وإن يكن عالي السقف حالياً، لكنه سينخفض مجدداً استناداً الى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي توقع «شللا لمدة قصيرة يستفيق بعدها المعطلون». ولم يدع الرئيس تمّام سلام الى جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، على عادته كل سبت، ولن يفعل اليوم، في انتظار اتضاح المواقف اكثر، ذلك ان المواقف من جدول الاعمال معروفة سلفاً، بل ان «التيار الوطني الحر» يحاول فرض بند أول ووحيد على جدول الاعمال، وهو ما رفضه الرئيس سلام كما رفض التخلي عن صلاحياته، كما أكد قائلاً انه «حسم خياره في توجهين: الاول التريث في الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع على قاعدة ان الدعوة، كما وضع جدول الاعمال، من صلاحياته، والثاني دعم قائد الجيش جان قهوجي وتوفير كل الغطاء السياسي له وللمؤسسة العسكرية التي يعود اليها فقط توقيت تحركها وآليات التحرك في عرسال إنطلاقاً من القرار الاخير لمجلس الوزراء».

ولم يخف رئيس الوزراء إنزعاجه اذ لاحظ «انهم يحملون الدولة دائما المسؤولية ويطالبونها بالخطوات والاجراءات، فيما يعمدون الى تعطيلها وتعطيل عملها. يريدوننا ان نعمل وأن نتابع الملفات ونحافظ على إدارة الدولة والاقتصاد والامن، فيما يمارسون لعبة التعطيل. ليست المرة الاولى التي نشهد فيها مثل هذه المقاربة للعمل الحكومي، لكن الفارق اليوم ان التعطيل يحصل تحت وطأة شلل للمجلس النيابي وشغور رئاسي دخل عامه الثاني». وأضاف: «إن الجميع مدعوون إلى تحمل مسؤولياتهم»، متسائلاً: «هل يجوز أن نجمد البلاد من أجل منصب من هنا ومكسب أو منفعة من هناك؟».

كذلك صرّح وزير العمل سجعان قزي: «لا نقبل أن يعطّل فريق الحكومة بل نقبل أن تعطّل الحكومة فريقاً، وخصوصا أن هناك إستحقاقات تتعلّق برواتب الموظفين والمعلمين ومخصصات المستشفيات ونقل إعتمادات لدفع الاجور، وبالتالي ما هي علاقة الناس بالتعيينات العسكرية؟ إننا نؤيد الرئيس سلام في القرار الذي سيتخذه».

وفي الاطار عينه، توقف المتابعون عند كلام الرئيس فؤاد السنيورة العائد من جدة: « التعيينات الأمنية في غاية الاهمية، ولكن عندما يكون من الصعب القيام بتعيينات جديدة، يمكن ان يصار الى اعتماد اسلوب التمديد، وهذا الامر جرى بالنسبة الى مدير عام قوى الأمن الداخلي، وبالنسبة الى قائد الجيش اعتقد ان وزير الدفاع كان واضحاً وصريحاً في هذا الشأن بأن هذا الأمر يعود اليه وهناك قائد جيش موجود، وليس من طبيعة الأمور ان يصار الى تعيين قائد جديد قبل ان تنتهي مهلة القائد الحالي، ولذلك لديه مهلة الى ايلول يمكن ان يتخذ فيها القرار. لذلك افهم اعتراض البعض، أفهم عدم موافقتهم، واحترم هذا الرأي، ولكن لا أستطيع أنا كمواطن لبناني ان أرى ان البعض يحاول ان يمنع مجلس الوزراء من اتخاذ أي قرار، هذا ليس من صلاحيته وليس مقبولا، لذلك يجب ان يعرف كل واحد حدوده في هذا الخصوص».

مشاورات جدة

وفي جدة، اجريت في عطلة نهاية الاسبوع مشاورات بين الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري ومستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري. وصرّح خوري لـ»النهار» بأن هذه المشاورات «شملت كل القضايا المطروحة». وأوضح «إن البحث تناول بطبيعة الحال موضوع تعيين قائد للجيش فكان تأكيد أن هذا الموضوع يأتي بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي يحظى بالاولوية». ونفى أن يكون مكلفاً إجراء إتصالات في الوقت الراهن.

عون

في المقابل، استمر رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون في لهجة التصعيد. وفي استقبال وفود في دارته بالرابية وقال إن «من هجر المسيحيين بالسلاح والدماء من المشرق قد تكون خطته تهجيرنا من خلال تفريغ المراكز المسيحية في الدولة من فاعليتها». وكرر «عدم استبعاد خيار الشارع في مرحلة قريبة «.

العسكريون

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي اخبار وصور غير حقيقية عن «مشاركة» العسكريين المخطوفين في معارك جرود عرسال مع مسلحي «النصرة»، ولا سيما منهم المسيحيين والدروز لمواجهة «حزب الله» كما ورد في الاخبار المفبركة. وهذه الاخبار، مع التطورات الميدانية، وتقهقر المسلحين في الجبال، ورواج اخبار عن دخولهم عرسال عبر بوابة مخيمات اللاجئين السوريين في البلدة، زادت القلق لدى ذويهم من تحويلهم دروعاً بشرية إذا قرر الجيش دخول بلدة عرسال للقبض على المسلحين.

عرسال

وقد عزز فوج المجوقل في الجيش اللبناني تمركزه في جرود بلدتي القاع والفاكهة في البقاع الشمالي لمنع اي تسلل في اتجاه الاراضي اللبنانية وحفظ سلامة ابناء هذه القرى. كذلك سيَّر دوريات مؤللة داخل بلدة عرسال، وقصف بالمدفعية والصواريخ مواقع المسلحين في الجرود.