بقلم هاني الترك OAM
اليوم الثلاثاء يحتفل راديو اس بي اس بمرور اربعين عاماً على تأسيسه عام 1975 وكان يسمى في سيدني 2EA وفي ملبورن 3EA اي باختصار من Ethnic Australia يبث في 74 لغة مع انه اسس في عهد وزير الهجرة العمالي السابق آل غراسبي حيث بدأ تطبيق التعددية الحضارية وبعد ذلك فاز الإئتلاف بالانتخابات برئاسة مالكولم فريزر الذي واصل سياسة التعددية الحضارية.. واسم اس بي اس باختصار من Special Broadcasting Services لتقديم برامج بعدة لغات لتعكس سياسة التعددية الحضارية بهدف التعليم والترفيه والتوعية ولي ذكريات رافقت تأسيس الراديو اس بي اس البرنامج العربي.
في عام 1975 كان منسق البرنامج العربي المذيع الراحل نبيل طنوس ومعه المذيعون ماجدة عبود صعب التي اصبحت مديرة البرنامج فيما بعد وماري ميسي والتي هي المديرة حالياً والراحل عطية ميخائيل والراحلة سهيلة مرزوق وصبيح الملاح وطوني سعد وانطوان سابيلا.. وكان شيئاً جديداً رائعا على الجالية العربية حيث كان افرادها في بداية استقرارهم في استراليا.. وكانت الاذاعة العربية الوحيدة والكل ينتظرها بفارغ الصبر حتى يستمع اليها.
وعلاقتي معها كانت في البداية حينما اعلنت الاذاعة عن مسابقة لافضل رسالة لعيد الأم وقد فزت بها وقرأها نبيل طنوس علىالهواء والجائزة عبارة عن طقم فخم فناجين قهوة لا زلت احتفظ به حتى الآن للذكرى. بدأت بعذ لك اكتب في الصحافة العربية المقالات الاسبوعية بصورة منتظمة حيث كانت مهنتي هي ادارة مكتبات القانون وكنت اعمل وقتها في المحكمة العليا لنيو ساوث ويلز وكنت ملماً بالنظم والقوانين الاسترالية.
لم تكن الانترنيت ولا القنوات الفضائية بل كانت الاذاعة العربية هي المصدر الوحيد للاخبار العربية اضافة الى الصحف العربية.. وكانت تفتقر الجالية العربية الى المعرفة عن استراليا.. اذ كان معظم افراد ذلك الجيل يعملون في المصانع وغير متعلمين ويفتقرون الى المهارة باللغة الانكليزية.
بدأت اكتب للبرنامج العربي موضوعات تهم الجالية ومن ضمنها مسلسل عن تاريخ استقرار الجالية العربية في استراليا.. واذكر انه ذات مرة قرأت في البرنامج العربيي ماري ميسي مسلسل عن استقرار الجالية الفلسطينية في استراليا وقال لي وقتها استاذ اللغة العربية في جامعة سيدني الراحل فؤاد نمور:
لقد كنت موفقاً في اختيار ماري ميسي ان تقرأ المسلسل فهي متمكنة من اللغة العربية.
وكان هناك برنامج نافذة على الجالية الذي ساهم فيه مجموعة من المثقفين من ابناء الجالية مثل جون بشارة ومرسيل منصور وبول طبر وجورج هاشم والراحل بطرس عنداري والدكتور عبدالله المغربي وجاد الحاج وشادية حجار والدكتور احمد شبول ومن رجال الدين المطران الراحل جبران الرملاوي والأب الراحل نقولا منصور والمطران الراحل عبده خليفة.
كان المذيعون يترجمون الاخبار في ذلك الوقت ولم تكن توجد التكنولوجيا المتقدمة مثل الانترنيت والقنوات الفضائية وكانت الجالية مترابطة اكثر من الآن بكثير اذ لم تكن كبيرة الحجم مثل الآن وغير مندمجة في المجتمع الاسترالي ولكن نشأ اليوم ابناء الجيل الثاني ودرسوا في الجامعات واصبحوا يتبوأون مناصب محترمة فهؤلاء هم ابناء استراليا.. وعبر اربعين عاماً بادارة المديرة السابقة لبرنامج العربي ماجدة عبود والفريق العامل معها تطورت اذاعة اس بي اس واصبحت اهم مصدر للمعلومات والاخبار والتحقيقات العالمية والعربية والاسترالية والجالية.
ولنا جميعاً مطلب نود تحقيقه وهو مدّ فترة البت الى ثلاث ساعات على الأقل بدلاً من ساعتين .. فاستناداً الى بحث اجريته لجامعة نيو ساوث ويلز مذ عدة سنوات وجدت ان حوالي 87 في المئة من الجالية يستقون المعلومات من الراديو والجالية في حاجة ماسة الى المعلومات من اجل فهم المجتمع الاسترالي ونظمه واخباره لتساعدهم في الانخراط والاندماج فيه.
مبروك عيد الميلاد الاربعين والى الأمام.