زهير السباعي
منذ سنوات ونحن نشهد إانتفاضة الأحواز العربية وإخوتهم البلوش واليوم ينفجر ويثور الاخوة الكورد على وقع الحادثة التي مست الشرف الكوردي فكانت السبب المباشر لانتفاضة الأخوة والأشقاء الكورد في مشهدٍ يحمل في طياته إنفجاراُ غير مسبوق ورضى دولي فالأحداث الأخيرة التي شهدتها إيران الفارسية ليست عابرة كما يتبجح ويروج لها حكام طهران فالجميع يعلم قسوة التمييز العنصري الذي يتعرض له العرب والبلوش والكورد والتركمان وغيرهم من الاقليات وحرمانهم من أبسط الحقوق، أمام هذه الصورة يمكننا القول بأن العد العكسي لإنهيار إيران وتدميرها قد بدأ يظهر مع تحكم وسيطرة دولية على الوضع مما سيجبر إيران على تخليها عن برنامجها النووي والقبول بشروط ال 5+1 والتوقيع عليها في حزيران الجاري بعد أن أدركت القيادة الإيرانية أنها على قائمة التصفية بعد انتهاء دورها الإقليمي هذا مايبيته المجتمع الدولي لإيران التي توهمت أنها قرأت الأحداث بذكاء واستنتجت منها الاستراتيجية الدولية تجاهها مما دفعها إلى تزاوج مصالحها مع مصالح القوى العظمى وهيء لها أنها قادرة على التوسع واحتلال الدول المجاورة ولكن الرياح لاتمشي دائماً بما تشتهي السفن فانتفاضة الأقليات وانتشارها في معظم المدن الإيرانية هزت طهران في عمقها الحيوي ولن تنتهي أو تهدأ إلا بتفكك إيران وانهيارها داخلياً، طبعاً ستلجأ إيران وكما عهدناها إلى استعمال القوة المفرطة -ولها باع طويلة في ذلك- للقضاء على انتفاضات الاقليات هذا الأسلوب والنهج محكوم عليه بالفشل-مثال ذلك سورية- فالنسيج البشري والتعدد الثقافي والحضاري والقومي والإثني لإيران يتطلب من ملالي طهران اعتماد سياسة المواطنة ونبذ سياسة التفريق العنصري على اساس المذهب او الدين او القومية او العرق عندها تستطيع ان توحد ابناء الوطن الواحد وصهرهم في بوتقة واحدة اساسها المواطنة والعدل
إن النزيف والتفكك الداخلي لإيران قد بدء وهذا أخطر من التدخل الخارجي الذي سيحصل عندما يحين وقته وسيكون على شكل ضربات جوية تنال اهداف استراتيجية منتقات داخل إيران بعد انهاكها داخلياً وهذا ماحصل في سورية عندما قدم النظام السوري ترسانته من الاسلحة الكيماوية الاستراتيجية للمجتمع الدولي كون الثائرين والمنتفضين لايستطيعون تدمير الاسلحة الاستراتيجية وخوف المجتمع الدولي من وقوعها بأيدٍ غيرآمنة
إيران الفارسية ستدفع الثمن باهظاً بعد أن لعبت دوراً سلبياً وعدوانياً في المنطقة فهي السبب الأساسي في الاضطرابات التي تشهدها كلٍ من العراق،اليمن،البحرين،السعودية ولبنان وهي التي تمنع سقوط النظام السوري
لقد كسرت الأقليات في إيران حاجز الخوف من شبح الباسيج والحرس الثوري واجهزة المخابرات وقامت بالانتفاضات التي ستستمر حتى تنال الاقليات استقلالها وحريتها وسيادتها. المنطقة برمتها تشهد تحولاتٍ جذرية ستؤدي في النهاية إلى تشكيل نظام دولي جديد وخارطة جديدة للشرق الأوسط وهذه هي الفوضى الخلاقة ولكنها تحت السيطرة
إيران الفارسية بلعت الطعم كما بلعه غيرها فهي أشبه بثورٍ غذي وعلف جيداً حتى سمن وانتفخ وأصبح جاهزاً للذبح وما أكثر السكانين التي ستنقض على جسد هذا الثور الهائج الذي ظن نفسه امبراطوراً وقام بأذى واعتداء على دول الجوار التي أخافها وجعلها ترتعد منه ولكن انتهت اللعبة وهذه هي لعبة الامم فكما ذكر ابن خلدون-مؤوسس علم الإجتماع- في كتابه الشهير المقدمة حيث شرح كيف تتطور الأمم والشعوب وتنشأ الدولة ثم تنهار بعد ان تبلغ عظمتها، فما طار طير إلا كما طار وقع ، فكل من يظن نفسه بأنه بلغ درجة العظمة والقوة فإن مصيره إلى زوال والتاريخ شاهد حي على ذلك.