رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، انه «ليس قلقا على الوضع اللبناني ككل رغم ان البعض يزرع القلق»، مؤكدا انه «من الواجب على اللبنانيين الصمود والاستمرار بدورة الحياة الطبيعية بدل الاستسلام».

وقال جعجع في حديث الى برنامج «كلام الناس» مع الاعلامي مارسيل غانم («أل بي سي آي»)، في معرض حديثه عن الملف الرئاسي انه يعلم ان «حظوظه الرئاسية قليلة لكن ليست معدومة»، مؤكدا انه لم يكن متمسكا بالمطلق بمنطق انا او لا احد منذ البداية و«اعلنت الاستعداد للمعركة الانتخابية كما للتوافق فمسألة ترشحي جدية تماما رغم علمي بالحظوظ القليلة».

ونفى ان «يكون ترشحه لقطع الطريق على النائب العماد ميشال عون بل انه من الطبيعي ان الترشح»، وشدد على «ان الموضوع الرئاسي حاضر بكل جلسة حوار»، موضحا «ان الرئيس الفعلي يأخذ قرارات ويحترم الدستور والقوانين ولديه تصور واضح للخروج من الازمة»، وكاشفا انه «اتفقنا مع عون على تنسيق مواقفنا بخصوص معايير الشخص الواجب وصوله للرئاسة ولم نتفق على مبدأ اختيار شخص ثالث».

ولفت الى «ان الرئيس امين الجميل مرشح ولو بشكل غير معلن وجرى الاتفاق معه منذ البداية انه لو كان بامكانه الاتيان باصوات اكثر مني لأيدناه».

وعن مبادرة عون الرئاسية، قال جعجع: «لم نتحدث بمبادرة عون قبل ان يطرحها، وحين قابلت وفد التغيير والاصلاح اتفقنا على ان الاستفتاء يحتاج للتعديل الدستوري والامر ان لم يجر التعديل سيكون عندها استطلاعا للرأي والجميع يعلم ان عون وجعجع هما الاقوى كما اعتقد ان الاطراف غير جاهزين للانتخابات النيابية رغم انني اول من أسير بها إن حصلت».

اضاف: «ان نواب 14 آذار زاروا بكركي لتأكيد التزامهم باولوية اجراء الانتخابات الرئاسية»، مشددا على ان «نصاب انتخاب الرئيس من اول جلسة هو النصف + 1 برأيي فأي مادة من الدستور لم تحدد مسألة نصاب معين فهي تعني ان النصاب المطلوب هو نصف + 1».

وكشف انه «حين ننتهي من الانتخابات الرئاسية، سنقدم مشروعا لتعديل الدستور يمنع تعطيل الانتخابات»، ولاحظ ان «حزب الله لن يسير بأي رئيس لا يريده ونحن نستمر بموقفنا الداعي الى الجمهورية القوية».

واعتبر ان «ثمة عوامل تتداخل بالانتخابات الرئاسية منها محلية وخارجية وما يكسرها في المرة المقبلة عدم قدرة اي طرف على التعطيل»، واكد «الا حل بسيطا للخروج من الازمة ولا ارى حاليا داخليا مشكلا امنيا يغير موازين القوى وبما يتعلق بالخارج يمكن حصول تغييرات تؤدي لحصول تغيير داخلي». كما لم ير جعجع «تغييرا للنظام الحالي في لبنان».

وسأل: «من يضمن ما هو شكل النظام الجديد ان بدأنا بفكفكة ما هو موجود؟».

وعن الوضع الامني على الحدود الشرقية، رأى جعجع ان «الجيش اللبناني قادر على القيام بمهامه بضبط الوضع على الحدود ولماذا كل الضجة التي تجري حاليا؟»، معتبرا ان «داعش لن تدخل الى لبنان فالجيش يتمركز بكل الجهات حول عرسال».

وردا على الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، قال جعجع «ان نصرالله قلبه على عرسال ولكن ليعرف ماذا يريد اهالي عرسال اولا»، وسأل: «من يمثل عرسال سياسيا حزب الله ام تيار المستقبل؟ يجب أخذ رأي المستقبل بالموضوع».

اضاف: «إن كان ثمة ارهابيين يعرفهم حزب الله في عرسال ليعط الحزب اسماءهم للجيش كي يقوم بواجبه»، موضحا «ان الجيش يستلم الوضع الامني في المنطقة فلم القوطبة عليه ولم الحملة الاعلامية بدل الحديث مباشرة مع الجيش والدولة؟».

وتابع: «ليتوقف نصرالله عن تخويفنا من داعش والنصرة ولا نريد من احد حماية فلدينا الدولة والاجهزة الامنية اللبنانية وفي اي لحظة لا تتمكن الدولة من الاجهزة من حمايتنا فنحن – اللي منقدر، يطول باله السيد نصرالله علينا».

ولاحظ ان «نصرالله يتحدث عن انتصار داعش والنصرة على الاسد في سوريا فما علاقة لبنان بذلك؟»، واكد ان «ما يساعد بوجود خلايا ارهابية في لبنان هو قتال حزب الله بسوريا وحكم كالذي صدر بحق ميشال سماحة». وشدد على انه «ان اردنا محاربة الارهاب يجب حماية ومساعدة المعتدلين السنة في لبنان ولا يكون ذلك عبر القتال بسوريا او اليمن او اصدار حكم شبيه بما صدر بحق سماحة».

ورأى ان «الارهابيين لن يتمكنوا من الدخول الى عرسال فالجيش موجود فيها وامكاناته اكبر من هذه الجماعات.

وقال جعجع: «ان طلب نصرالله مكافأة ما بسبب ما يقوم به بعد كل ما كبده للدولة اقول له حين تقوم بعمل من حسابك فيجب ان تكافئ نفسك من حسابك».

وردا على نصرالله وما قاله عن «شيعة السفارات»، فسأل :«اليست السفارة الايرانية سفارة كذلك؟».

وعن اطلالة امير «جبهة النصرة»، قال جعجع: «لا احد يمكنه الاقتراب من حدود لبنان وليبق امير جبهة النصرة حيث هو موجود احسن له ولنا». وعن الوضع الاقليمي، رأى انه «من المستحيل ان يبقى الاسد في الحكم ونحن نتلهى بمعركة القلمون في وقت رأينا ما يجري في ادلب وجسر الشغور وجنوب سوريا». واوضح انه «لا احد يمكنه القضاء على داعش الا السنة ولا اي طرف آخر».

ورفض «كل المناخ السوداوي الذي يشاع عن التهجير المسيحي من الشرق»، وشرح جعجع: «مسيحيو سوريا والعراق كل عمرهم ليس لديهم حضور سياسي بارز وبالتالي لا شيء جديدا الآن فما يجري للمسيحيين هناك يجري لكل المكونات كذلك».

وسأل :«لم البكاء والنحيب في لبنان؟ فنحن اكلناها في لبنان خلال فترة الوصاية اما بعد 2005 فالتوازن يعود». واضاف :»نواجه ظروفا صعبة نعم لكن هذا لا يعني البكاء بل العمل بشكل جدي اكثر».

واعلن انه «طالما الاسد موجود فداعش والنصرة موجودة وزوال الاسد يعني زوال داعش والنصرة وهذه المعادلة بسيطة»، وسأل :»هل داعش هو من ارسل ميشال سماحة؟ وهل النصرة وداعش فجرا مسجدي طرابلس؟».

وفي ملف اخر، كشف جعجع «اننا تلقينا اتصالا اوليا من صديق في اسطنبول ان بطرس خوند و4 لبنانيين آخرين اصبحوا مع داعش ووضعت عائلة خوند بهذه المعلومة التي ما زالت اولية».

وعن الحوار مع «التيار الوطني الحر»، اعتبر ان «ما يجري مع التيار بداية تراكم بدأ بموضوع الرئاسة وبدأنا الدخول بمواضيع اعمق»، لافتا الى ان «اهم ما يمكننا القيام به هو التوصل لتحالف جدي فعلي بعد قطع محيطات كبيرة في السياسة»، ومشددا على انه «خلال الاشهر الاخيرة حققنا تغييرا في المناخ على الارض ونأمل الاعلان عن ورقة اعلان النوايا قريبا».

واضاف جعجع: «اتفقنا على موقف عملي بشان قانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية وعدم الذهاب لجلسة تشريعية قبل وضعهما بأي جلسة تشريعية»، ولفت الى ان «ما يجمعنا ضرورة انجاز قانون انتخابي جديد وجعله اولولية رغم انه قد يؤيد كل طرف قانونا معينا».

وقال جعجع :»يمكن انتخاب عون رئيسا ان التزم بالسياسة التي نعتمدها وهذا خاضع للبحث الجدي».

واذ وصف العلاقة مع الرئيس الجميل بال»قوية لكن كل يوم قد يكون فيها 100 خلاف»، قال ان «العلاقة مع تيار المردة تقدمت من سبعين تحت الصفر الى ان تكون عادية وانا مرتاح لهذه العلاقة».

وعن ملف التعيينات الامنية، رأى جعجع انه «بغياب رئيس الجمهورية انا مع معالجة الامور في القيادات الامنية استثنائيا فإن جرى الاتفاق على تعيين قيادات امنية لا مشكلة مع التحفظ على عدم وجود رئيس».

واضاف: «بتقديري ان عون سيأخذ في الاعتبار وضع البلد ككل بشأن تصعيده عن التعيينات وستبقى الامور تحت السيطرة باعتقادي»، وايد «فصل الملفات بين قيادة الجيش والرئاسة فالامران عير مرتبطين».

وعن تقييمه للمرحلة المقبلة، ختم جعجع :»ان الاحداث في المنطقة تتسارع وثمة توازن قوى وفي الداخل لا ارى تحركا بقصة الرئاسة حاليا لكننا نعمل الى حين الوصول لمخرج».