لم تعد القلمون كما قيل هي نقطة الحَسم في مسار الحرب السورية، فسيطرة التنظيمات المعارضة على ثلثي سوريا يعني ان الاسد ربما لن يستطيع الحفاظ على ما رسمه لنفسه من معقل أخير يبقى ملاذ دويلته الجديدة.
من تدمر الى الرمادي خريطة شرق اوسط جديدة لم تستطع الاتيان بها كونداليزا رايس وقبلها هنري كيسنجر والفرق ان الشرق الاوسط تحوّل من بسط الديموقراطية الى نشر الارهاب، فالحلم الاميركي – الاسرائيلي حققته «داعش» بأموال وأيد عربية، والتقسيم الذي فرض نفسه جعل الغرب يتعاطى مع «داعش» كواقع مفروض ولن تنفع عشرات آلاف الصواريخ الاميركية للدولة العراقية في استعادة الانبار، كما لم تعد تنفع الآلة العسكرية للجيش السوري الذي يجد نفسه كل يوم يتخلى عن نقطة جديدة، حتى تكاد لا تشرق شمس الا وامتد الشبح الداعشي الى محور جديد.
ما نراه اليوم، اقلّه في الصورة الميدانية، هو ان بغداد ودمشق باتتا تحت مرمى النار الآتية من بنادق دولة الخلافة الاسلامية، والاميركيون يحضرون الملفات الجديدة ويرسمون الحدود ويتقاطعون مع المصلحة الاسرائيلية.
فتدمير التاريخ يفيد الدولة العبرية كما يفيدها تدمير الحجر ولن يحتاج نتنياهو بعد اليوم للجلوس الى طاولة المفاوضات لأن ليس هناك من يضغط عليه خاصة وان لا حول ولا قوة للساكن اليوم في البيت الابيض سوى تدبيج خطابات وداعية في ما تبقى له من ايام في السلطة.