نجمه خليل حبيب
تحية طيبة وبعد
قد أكون جبانا هاربا من معركة وطنية محقة.
قد أكون مشاكسا طويل اللسان، أو القلم، هدر حاكم مغرور دمه.
قد أكون ابناً عاقاً هرب من وطنه في محنته.
قد اكون هاربا من معركة زجني بها دكتاتوري أرعن في معركة لا أومن بها.
قد اكون هاربا من مجاعة قضت على أبنائي وإخوتي وأقاربي. أو شتتني طوفان قضى على محصولي وماشيتي ورزقي ورزق عيالي.
قد اكون مضللاً قيل لي ان في بلاد الله الواسعة مكاناً لك تتنشق فيه هواء الحرية الذي حُرِمتَه مذ ولدتك أمّك.
قد اكون مأخوذاً بتلك الصورة البـرّاقة التي ترسمونها في إعلامكم عن بلادكم التي هي جنة الله على الارض.
قد اكون ساذجاً، صدق ما يتبجح به العائدون من عندكم عن حسن ضيافتكم وعمق انسانيتكم
قد أكون كل هؤلاء معا، ولكنني لست أبداً من تخافونه. . .
أنا لست ممن يريدون تغيير ديموغرافية هذه البلاد بتغليب طائفة على أخرى أو اثنية على غيرها.
ولا انا كاؤلئك الذين قصدوا غرب البحر الأبيض المتوسط يوما هرباً من ظلم ليظلموا غيرهم.
ولا انا ساعٍ وراء تغيير اسم وطن وطرد شعبه وجعلهم لاجئين في وطنهم وخارجه
انا مجرد هارب من شيء ما . . . لا أطمع إلا بحصة قليلة من الهواء الحر النقي، أو وسادة ألقي إليها راسي دون ان تملأه كوابيس الحاكم وجلاديه. أنا لا أطمع إلا بلقمة خبز لعيالي غير مجبولة بذل الانسحاق على ابواب المسائيل». أنا لا أطمع إلا بلسانٍ أديره في حلقي بغير لغة التبجيل والتبخير
أنا مجرد طامع بانسانيتكم لتنصفني وتعطيني حصة من انسانيتي المنتهكة. فهل توسعون لي مكانا في بلادكم الكريمة التي حضنتكم من قبل عندما كنتم مضطهدين خائفين هاربين من حرب ومجاعة وحاكم مستبد؟! . . .
الامضاء
لاجئ غير شرعي