من امس الاول السبت الى غد الثلثاء « رباعية « ايام مشهودة سيسمع خلالها اللبنانيون ويشاهدون ويعاينون مواقف وربما تطورات تتسم بدرجة عالية من الاحتدام وتحمل دلالات قد يمكن معها القول ان ما بعد 25 ايار قد يكون فعلا غير ما قبله . وليس خافيا ان الذكرى المزدوجة للتحرير والفراغ الرئاسي ساهمت في تداخل هائل للمواقف والانفعالات والمعطيات السابقة واللاحقة من التطورات التي ترسم افقا شديد التأزم بل والخطورة في ظل تقدم الاستحقاق الابرز المتصل بالواقع الميداني على الحدود الشرقية وتصاعد وتيرة المواقف التي يعلنها « حزب الله « في إثارة واقع جرود عرسال وعرسال الى درجة دق نفير التعبئة من جانب آحادي .
والواقع ان ذكرى 25 ايار بشقيها أرخت ذيولها المتدرجة منذ البارحة على المشهد الداخلي من خلال ملف المواقف المتصلة بالمواجهة على الحدود الشرقية التي يوازي بينها «حزب الله « والمواجهة مع اسرائيل نفسها من جهة وملف الفراغ الرئاسي من جهة أخرى.
وتبعا لذلك اتسم الكلام الذي نسب الى الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في شان التلويح بامكان اعلان التعبئة العامة «على كل الناس» بخطورة استثنائية أطلقت العنان للاجتهادات والتفسيرات السياسية والامنية المختلفة حيال الدوافع التي أملت على السيد نصرالله هذا الموقف مما لا يترك مجالا على الاقل في الظن ان تطورات شديدة الجسامة حصلت على ارض الميادين التي يخوض عليها حزب الله معاركه في سوريا خصوصا عقب الانسحابات المفاجئة لقوات النظام السوري من مناطق استراتيجية . لكن البعد الداخلي لهذا الموقف بدأ ينذر بمزيد من الاحتدام السياسي باعتبار ان قوى «14 آذار» تحديدا ووفق مصادر بارزة فيها نبهت الى خطورة هذا الاتجاه الجديد لدى الحزب الذي رأت فيه امعانا في مصادرة قرار السلم والحرب العائد للدولة وتحديدا لمجلسي الوزراء والنواب محذرة من ان يكون الحزب في وارد التهويل على الجميع لحمل الحكومة على الانصياع للضغط الذي بدأ يمارس عليها في الايام الاخيرة لحملها على اتخاذ قرار سياسي يزج بالجيش في معركة استباقية في جرود عرسال وعرسال . وقالت ان المعطيات الميدانية المتصلة بالمعارك في سوريا والعراق والانهيارات الحاصلة امام تقدم تنظيم داعش تظهر ان المنطقة دخلت مقلبا جديدا غير مسبوق في خطورته لكن ذلك يستدعي في لبنان أقصى درجات الحكمة وعدم اقحام لبنان في مغامرات مخيفة خصوصا متى كانت إيحاءات بعض المواقف التي يعلنها الحزب تترك انطباعات بان مناخا انقلابيا قد يكون على الأبواب .وهو الامر الذي يستدعي من الحزب توضيح مقاصده وما اذا كان يعتزم المضي في خطوات أحادية من دون الأخذ في الاعتبار مواقف المؤسسات الدستورية وحتى العسكرية والامنية والقوى السياسية الاخرى مع ما ترتبه من خطورة عالية . وفي اي حال تنتظر الاوساط السياسية على اختلافها الكلمة التي ألقاها عصر امس الاحد السيد نصرالله من ساحة النبطية في الذكرى ال15 لتحرير الجنوب والتي قد تضيء بوضوح على الاتجاهات المقبلة للحزب خصوصا بعدما اصدر الحزب مساء امس بيانا قال فيه ان بعض ما نشر على مواقع التواصل وبعض الصحف عن حديث نصرالله جاء مجتزأ ويخرج عن السياق الطبيعي للخطاب .
اما في الشق الاخر لذكرى 25 ايار فان « افتتاحية « حلول سنة على فراغ كرسي قصر بعبدا بما تطويه الذكرى من دلالات بالغة القتامة دستوريا ووطنيا ومسيحيا انطلقت مع مواقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس من خلال جولة له في منطقة البترون حيث وجه نداء الى الكتل السياسية والنيابية قائلا انه « من غير المقبول ان تبدأ سنة جديدة من الفراغ في سدة الرئاسة « داعيا الى انتخاب « رئيس من صنع لبنان ونريد رئيسا على مستوى الظرف الذي نعيشه يكون جامعا وحكيما وفطنا ولديه تاريخ لإعادة دور لبنان ومكانته « .
وطبقا لما كان متوقعا اطلق العماد ميشال عون مساء مواقف اتسمت بنبرة حادة خلال استقباله وفدا من أنصاره في المتن وَمِن ابرز ما قال في كلمة القاها امام الوفود « لسنا في موقع ضعف وسنواجه كل من يريد المس بكرامتنا . نحن الأوصياء على الوطن ولن نسمح لأحد بان يفرض علينا رئيسا للجمهورية. ولا احد يعين لنا رئيسنا وقائد جيشنا بل نحن من يعينهما ومن لا يعجبه الامر يضرب راْسه بالحيط . الشعب هو سيعين رئيس الجمهورية ولا احد سيمنعكم. لا اريد دمكم وأموالكم بل اريد فقط اقدامكم « . خاطب وزير الدفاع سمير مقبل بقوله « اذا كنت غير قادر على التقيد بالقانون فاستقل « .