كامل المر

في ذكرى النكبة تساءل فلسطيني عتيق : كيف تأتى لعاصفة «الحزم» الخليجية ، التي كان يُفترض أن تتوجه لتحرير القدس ، كيف تأتى لها أن تضلَّ طريقها فتتوجه الى اليمن تدمر معالم مدنها وتفتك بناسها وتتحول بذلك الى عاصفة عارٍ؟!!

سأل طفل يمني : أيكون قتل اليمنيين ، في المفهوم السعودي ، إحياءً للأمل ، وهل الاموال الخليجية قادرة ان تعيد الحياة للأبرياء الذين قتلتهم القنابل الاميركية الممهورة بختم ملكي ؟!!

القمة الخليجية مع اوباما في كامب دايفد أكدت الوصاية الاميركية على دول الخليج واوصتها بتحويل ثرواتها الطائلة الى اسلحة اميركية «ضرورية» لاحتياجاتها الامنية و»لتاديب» من يخرج على الطاعة . فقمة كامب دايفيد الخليجية معرض اسلحة كما وصفتها «فورين بوليسي» ليس أكثر .

لوحظ ان مقررات القمة الخليجية ? الاميركية لم تأتِ على ذكر العمل على ابرام معاهدات «سلام» بين اسرائيل ودول الخليج . وكان قد اعلن سابقاً بان القمة ستبحث مسار «السلام» بين العرب واسرائيل ، الامر الذي يثير الكثير من التساؤل حول مقررات سرية لم تعلن بعد ، ومسار «السلام» من بينها . وذهب بعض المراقبين الى القول بان اعتماد كامب دايفيد مكاناً لاجتماع القمة الخليجية ? الاميركية انما اريد منه ، ولو بصورة غير مباشرة ، التأكيد على استمرار مسار الاستسلام ، الذي بدأه السادات وتتويجه باتفاقاتِ تخلي العرب الخليجيين عن حقهم بفلسطين ، وقد يعلن عنها لاحقا .

يبدو ان حلفاء الخليج كانوا ياملون ان تنتقل عاصفة «الحزم» ، التي ضلّت الطريق الى القدس فضربت اليمن ، كان يامل ان تشمل بـ»خيراتها» المدمرة الدولة السورية ، غير ان تعثرها في اليمن جعلهم يهرعون الى واشنطن يطلبون عاصفة «حزم» اميركية كونها اقدر على تدمير الدولة السورية .
تمنت واشنطن لو انها تستطيع ، فالدب الروسي يقف بالمرصاد . لذلك استعاضت عن عاصفة «الحزم» بعاصفة تدريب خمسة آلاف مرتزق ارهابي معارض لتقحمهم في معركة تخريب سوريا ، وذلك كدفعة اولى على الحساب الحريري .