تجري مفاوضات بين السلطات الاسترالية ومقاتلين استراليين التحقوا بقوات دولة الاسلام في الشرق الاوسط ويرغبون العودة الى استراليا، لكنهم يخشون الملاحقة القانونية والسجن.
وتأتي هذه الانباء ابان اعلان رئيس الوزراء طوني آبوت «ان من يذهبون الى الخارج لقتل اناس ابرياء باسم فئات اصولية متطرفة، ومن يسافرون الى الخارج ليصبحوا اسلاميين قتلة، فانه من الصعب جداً ان نرحب بهم في هذه البلاد.
ان الشعب الاسترالي يتوقع ان تكون بلادهم آمنة. وان من مارس الارهاب في الخارج بإمكانه ان يصبح ارهابياً بسهولة في الداخل الاسترالي.
المحامي روب ستاري الذي يمثل مواطناً من فكتوريا الغي جواز سفره بعد ان التحق وعمل مع الجيش السوري الحر وقوات النصرة وهما قوتان تقاتلات نظام بشار الاسد، فيما يشاع ان النصرة هي احدى الفروع التي تدعمها القاعدة والناشطة على الساحة السورية.
وصرح المحامي ستاري انه لا يتوقع ان يعود موكله الى استراليا في هذه الاجواء الحالية، ولفت انه لن يفاجأ ان جرى مقاضاة موكله في حال ثبت انه ارتكب اعمالاً اجرامية في سوريا. وقال، رغم ان موكله يعمل في القطاع الصحي غير انه لا يعتقد انه سيعفى من الملاحقة القانونية. واكد ان موكله عمل في الرعاية الصحية في المناطق التي تسيطر عليها هذه التنظيمات، وهو لا يستبعد ادانته في حال عودته.
ويعتقد ان محطة CBS الاميركية قد اجرت لقاءاً مصوراً مع هذا الشخص في وقت سابق، غير ان المحامي ستاري رفض تأكيد ذلك.
وعلم ان هذا الشخص قد اعتنق الاسلام ويدعى ابو ابراهيم، قد غادر الاراضي السورية بعد حالة من الضياع النفسي. وكان قد اعلن للتلفزيون الاميركي «ان العديد من الناس، عندما يأتون الى سوريا، يكونوا متحمسين نتيجة لما يرون ويسمعون على شبكات النت واليوتيوب… لكن الواقع هو اكثر تعقيداً مما يشاهدون.
وقال ابو ابراهيم انه عاين خلال 6 اشهر مشاهد صلب ورجم وقطع رؤوس التي كانت تنفذ على مرأى من مئات المواطنين الاعتياديين في الساحات العامة.
وقال ان رؤية انسان يموت امام عينك وعلى مرأى من الجميع، لا اعتقد انه امر محبب، لكن رؤية نظام يطبق الشريعة هذا هو ما ينتظره العديد من المسلمين.
واكد ابو ابراهيم ان عملية مغادرة مجموعات داعش المقاتلة لم تكن بالامر السهل. وان شروط مغادرة دولة الاسلام تجعلك تشعر وكأنك داخل سجن.
وتحدث عن اسباب مغادرته دولة الاسلام في سوريا وقال انه كان يشعر انه لا يقوم بالمهام التي من اجلها التحق بهذه القوات وهذه الدولة. لقد جئت لاقدم مساعدات انسانية بشكل من الاشكال للشعب في سوريا، لكن الامور تبدلت ومهمتي تغيرت.
ولفت المحامي ستاري ان دولاً مثل المانيا والنروج تستقبل من يرغبون العودة بعد ان سافروا الى هذه المناطق المتأزمة لمقاتلين اجانب وتأمل الدولتان الاستعانة بالعائدين لتشجيع المواطنين على عدم الالتحاق او السفر الى هذه المناطق الساخنة. وقال انه بالامكان الاستعانة بهم لمحاربة الافكار الاصولية والمتطرفة. وانهم بالتالي لا يحملون اية مخاطر مستقبلية في حال عودتهم.
وتعقيباً على هذه القضية اعلن الدكتور كلارك جونز من الجامعة الاسترالية الوطنية انه يجب السماح لعودة المقاتلين الشباب للمساعدة على مكافحة ظاهرة التطرف، لكنه عقب قائلاً: يجب تقييم كل حالة على حدة… المهم ان ننزع الفتيل المشتعل من براميل البارود ونسعى الى تشجيع المقاتلين للعودة الى استراليا. وطالب انه يجب النظر في الاوضاع العائلية لهؤلاء لأن المشكل يكمن في العائلة برأيه.