لأن الجمرة لا تحرق إلاّ مكانها، لم يشعر احد هذا العام بالذكرى السابعة والستين للنكبة الفلسطينية سوى الفلسطينيين وحدهم… لأن الأشقاء مشغولون بحروبهم الداخلية: العراقيون يتنادون لاسترداد الرمادي من داعش، والسوريون عيونهم على تدمر حيث حكاية التاريخ معرّضة للدمار على يد تنظيم الدولة الاسلامية، ودول المغرب العربي انخرطت في ملاحقة الخلايا الداعشية المتنامية، والاوروبيون مشغولون جداً بتوزيع حصص اللاجئين على دولهم، واللبنانيون ابصارهم على القلمون، منهم من يخاف من انتصار «حزب الله» ومنهم يخشى من انتصار «النصرة» وحلفائها، والاردنيون مشغولون باستقالة وزير داخليتهم بعدما تفاقمت الاحداث الامنية.
حتى الفلسطينيون احتفلوا بالنكبة وهم يشاهدون آلاف المستوطنين اليهود يقتحمون المسجد الاقصى ويتظاهرون في الحي الاسلامي من القدس.
ماذا نقول للمناضلة ليلى خالد ولروح محمد الدرّة وسواهما؟
لم يبق من النكبة سوى بقايا جدران مهدّمة في غزة وحواجز القهر في الضفة تغلفها دولة الجدار الفاصل ليس بين العرب واسرائيل بل بين «السلطة» و»حماس».