ماغي حنا
في لحظة غضب في لحظة عتب في لحظة إحباط مما آلت إليه الأحوال في وطني، تمنّيت لو انني أحصل على جنسية أخرى تنقلني من هذه الأرض الى حيث الهموم والاهتمامات تأخذ اشكالا أخرى.
وعندما عُرضت عليّ إمكانية الهجرة شعرت أن ما يشدّني الى لبنان أكثر مما يجذبني الى هنا تلك الأرض الغريبة البعيدة.
فبلادي هي ذاك الطقس الذي حدّد ملامحي، هي تلك الأكلات الشهية، تلك اللكنة التي أحبها ورائحة القهوة على صوت فيروز.
بلادي هي تلك البيوت المفتوحة على ضحكات يتردّد صداها في أرجاء ضيعتنا.
بلادي شيء أحلى من الحب، هي تلك الكلمة التي تحرّك كل خلية في داخلي عندما يأتي ذكرها في بيت شعر، في مقطع أغنية، في خطاب حماسي، في سطر لا قيمة له سوى أن بلادي اتت فيه.
بلادي هي أمي، هي قبر جدتي
أحبها والله حتى في لحظات التعب والعتب والغضب، أحبها حتى عندما تحاول أن تصنفني وتحدد اتجاهي.
أحبها في غبارها، أحبها قي مطرها الذي يفضح بنيتها التحتية، أحبها في ليلها المظلم قسراً، وأغني لها في كل الأوقات حتى في أوقات الزعل.
بلادي ليست هوية من ورق، هي أكبر من بطاقة أنزعها من محفظتي واستبدلها ببطاقة جديدة، أكبر من وثيقة رسمية تحدد هويتي عبر بيانات جديدة.
بلادي هي كلّي، هي أنا، هي ذاكرتي، هي ذاتي، فكيف أستبدل ذاتي باي شيء آخر؟
بلادي هي الدموع التي انهمرت من عيوني وأنا أكتب هذا النص… ولا أعرف ما السبب.
بلادي…باقية بلادي.