فصل آخر من فصول تعنيف المرأة حتى الموت كان من نصيب سهير ص. م. (50 عاماً) والتي نجت بأعجوبة بالرغم من وضعها الحالي الحرج حيث ترقد في المستشفى، والمشكلة اصبحت مشكلتين «بعد تعذر تأمين نفقة الطبابة بسبب ضيق الأحوال».
قصة سهير طويلة وهي المتزوجة من ياسر ع. ص. (52 عاماً) الذي يعمل في السنكرية، ولها منه بنتان (13 و11 عاماً) وصبي (7 أعوام)، مشاكل عائلية مستمرّة وضعها مقرّبون لهما في خانة الأوضاع المادية، حتى وصل الأمر بهما الى الانفصال. فتركت سهير أولادها والمنزل وغادرت، إلا أن عاطفة الأمومة والوساطات أعادت منذ حوالي السنة ونصف سهير الى المنزل كزوجة لياسر، لكن الفراق لم يأت ثمارًا فعادت المشاكل في ما بينهما وتطوّرت الى الضرب وكل أنواع التعنيف. فحدث ما حدث بعد ظهر اليوم.
الثالثة بعد الظهر كان الأولاد الثلاثة في المدرسة عندما نشب خلاف بين سهير وياسر تطور كالعادة الى ضرب سهير وتعنيفها، ولم يقتصر الوضع على ذلك بل تخطاه عندما حمل ياسر زوجته الى الشرفة ورماها من الطبقة الثانية من منزلهما الزوجي في «مبنى فيروز» في «منطقة المدارس» في بشامون لتستقرّ في باحة المبنى تتخبّط في دمائها.
وعلى الفور علا الصراخ في المبنى وطُلب الصليب الأحمر فنقل سهير الى مستشفى بشامون التخصّصي وقد أصيبت بارتجاج في الدماغ وبكسر في عامودها الفقري الى جانب كسور متفرقة في كل أنحاء جسدها.
القوى الأمنية داهمت منزل ياسر فوجدته في المنزل وتم توقيفه لدى فصيلة درك الشويفات. أما سهير فوضعها حرج، وما زاد في الطين بلّة أن سهير ما تزال تخضع للإسعافات الأولية بغياب العلاج الفعلي حتى تأمين المال اللازم وذلك بحسب المعلومات التي توافرت نقلا عن شقيقة سهير، ندى.