اي قنبلة سيفجرها وليد جنبلاط في لاهاي؟ اعتبارا من الغد تبدأ شهادة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قد لا يكون الاقرب الى الرئيس رفيق الحريري، لكنه من الاكثر احاطة بما كان يدور حول الرجل سياسياً وأمنياً، هل يكون هو الصندوق الاسود الذي يفرغ ما في داخله ام يحتفظ بالكثير الكثير، لان الوضع الداخلي اللبناني لا يتحمل حتى نصف الحقيقة، فكيف له ان يتحمل كل الحقيقة؟
تمني بري
في كل الاحوال، سيكون جنبلاط الاكثر استقطابا للضوء في المدينة الهولندية، ذاكرة متقدة وصوت لا يعلو عليه اي صوت اخر، دون ان يتم التأكد من صحة ما تتداوله بعض الجهات السياسية من ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو صديقه العزيز، قد تمنى عليه ان يكبح حصانه تحت قوس المحكمة (الحصان هنا اللسان كما هو معروف).
أسرار النظام
وتقول هذه الجهات ان الزعيم الدرزي قد يتفادى الاضاءة على دور اطراف داخلية وجه اليها القرار الاتهامي الاصابع بتنفيذ الجريمة، لكن موقفه الحازم ضد النظام السوري سيبلغ حدوده القصوى امام القضاة الدوليين، هو يعرف اسرار النظام سواء من خلال المتابعة مع المراجع الاقليمية والدولية او من خلال علاقاته او لقاءاته بغازي كنعان او برستم غزالة وغيرهما.
هو يوم واحد ويفتح الصندوق الاسود، الرجل امضى اياما يجمع أوراقه، وذكرياته ويدون ملاحظاته.
جنبلاط يغرد
امس الاول غرد جنبلاط عبر تويتر قائلا «في هذه اللحظة سأغادر. عليكم لاحقا الحكم على شهادتي». اذن اربعة ايام لجنبلاط في ضاحية لاهاي، لابد ان القضاة يملكون معلومات كثيرة حول شخصية الرجل والمحامون كذلك، وفي بيروت يقولون انها الايام الاكثر اثارة في تاريخ المحكمة التي بدأت اعمالها عام 2009.
الوعد الفرنسي
الى ذلك، في الرابع والعشرين من هذا الشهر يكون قد انقضى عام كامل على الشغور الرئاسي. مدة قياسية في زمن السلم. سبقتها مدة اطول عقب انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل في 23 سبتمبر 1988 الى ان ابرم اتفاق الطائف الذي انتج الجمهورية الثانية وانتج رئيسا هو رينيه معوض في 5 نوفمبر 1989.
في اوساط بكركي ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي كان في الاليزيه منذ ايام، تلقى وعدا من الرئيس فرنسوا هولاند ببذل اقصى جهوده من اجل «تمرير» الاستحقاق في الاسرع الممكن.
معلومات بكركي تتقاطع مع معلومات الاوساط السياسية حول تدفق موفدين الى بيروت في الاسابيع المقبلة، عل ذلك يساهم في حلحلة الوضع، مع عودة الحديث عن انتخاب رئيس لمدة محددة، لسنتين تقريبا.
هذا ما تناهى من مصدر وزاري، ليشير الى ان هناك جهات اوروبية يعنيها الوضع اللبناني هي من اعاد القاء الضوء على هذا الطرح.
موسى: الفرصة المتاحة
في السياق، اعتبر النائب ميشال موسى (كتلة بري) «ان الفرصة لا تزال متاحة لانجاز الاستحقاق حتى لو كان الاطراف ينتظرون مساعدة من الخارج وانا الاحظ ان الانتظار سيكون طويلا».
درباس: الكيس المثقوب
ورأى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «ان تعطيل الاستحقاق بات مكلفا ونحن حاليا كالكيس المثقوب، واعتبر انه ليس بعيدا الموعد الذي يتراجع فيه معطلو الانتخابات الرئاسية عن موقفهم.
ولفت الى انه في حال عدم عزوف العماد عون عن ترشيح نفسه «اصبحنا في دولة من دون سقف وتعرض كل الساكنين (تيار المستقبل وحزب الله والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية) للخطر».
اما المحور الثاني فيذهب في إتجاه المجلس الذي يجهد رئيسه نبيه بري من أجل تأمين التوافق السياسي لعقد جلسة تشريعية تحظى بالميثاقية التي توفرها مشاركة الطوائف كاملة.
وفي هذا السياق، تؤكد اوساط عين التينة أن بري يعتزم إستكمال مشاوراته مع الكتل إنطلاقاً من إصراره على عقد الجلسة مجدداً التهديد بانفراط المجلس إذا لم يجتمع ضمن العقد العادي له.
وأمام مطالبة نواب تكتل «التغيير والاصلاح» بإدراج مشروعي قانوني ضمان الشيخوخة وإستعادة الجنسية اللبنانية، تؤكد هذه الاوساط أن لا مانع لدى رئيس المجلس من إدراج أي مشروع يُتفق عليه ويُنظر إليه على أنه في سياق تشريع الضرورة، ولكن شرط أن يتم إنجازه في اللجان النيابية المشتركة، إذ لا يمكن وضع أي مشروع على الهيئة العامة قبل أن ينجز درسه وإقراره في اللجان.
على المحور الثالث، تأتي حركة المشاورات والاتصالات التي يستعد البطريرك الماروني لإجرائها في إطار إطلاق دينامية ضاغطة في موضوع إستحقاق الرئاسة الاولى عشية إنقضاء عام على الشغور في الموقع المسيحي الاول. وقد إستهل لقاءاته بلقاء مع الرئيس أمين الجميل في بكركي. وتأتي هذه الحركة بعد عودة الراعي من باريس حيث اثار هذا الموضوع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي سيلتقي في السياق عينه مع الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية.