في زيارتها الأولى إلى أرض أجدادها لبنان، لم تكتف الفنانة سلمى حايك، التي حظيت باستقبال غير مسبوق بخطف الأضواء فحسب، بل أحرجت الفنانين العرب الذين يزورون لبنان، ويكون محور زياراتهم التسوق والحفلات ومستشفيات عمليات التجميل، إذ انها في غضون ثلاثة أيام، زارت مخيماً للاجئين السوريين في البقاع اللبناني، ومستشفى سانت جود لسرطان الأطفال، فضلاً عن إجرائها مؤتمراً صحافياً وافتتاحها فيلمها الجديد (النبي). فقد استهلت الفنانة العالمية يومها الأول في لبنان بزيارة مخيم اللاجئين، حيث تناولت معهم الطعام وقضت وقتاً مع العائلات النازحة، واطلعت منهم على أوضاعهم الصعبة في ظل تقليص المساعدات التي كانوا يحصلون عليها، وقالت سلمى إنها رغم كل الأوجاع وجدت في عيون الأطفال أملاً بغد أفضل، وأكدت أن زيارتها ليست سياسية بل إنسانية فحسب.وفي يومها الثاني، زارت سلمى الأطفال المصابين بالسرطان، وقضت معهم وقتاً طويلاً نسبة إلى روزنامة مواعيدها الحافلة في زيارتها إلى لبنان، وحرصت على إشاعة جو من الفرح بين الأطفال الذين يفرحون بكل نجم شهير يزورهم. سلمى التي حضرت إلى لبنان برفقة والدها سامي حايك، كانت لها إطلالة تلفزيونية حصرية ضمن برنامج «كلام الناس» مع الإعلامي مارسيل غانم على الـ LBCI والـ LDC الفضائيتين حيث تحدثت عن زيارتها الى أرض الأجداد التي أطلقت منها الى العالم فيلم «النبي» لجبران خليل جبران.

الزيارة الأولى إلى أرض الأجداد

«أرجوك يا ربّ دعني أصل الى هذه الأرض السحريّة التي حلمت أن أزورها منذ زمن طويل»، هكذا بدأت النجمة حايك حديثها عن لبنان، الذي حاولت زيارته أربع مرات في السابق، «في كل مرة كنت أنوي زيارة لبنان، كانت تحصل معي أمور تضطرني لإلغاء الزيارة في الدقيقة الأخيرة»، مضيفة أنها رأت لبنان من الطائرة لدى وصولها في الليل، وهو أجمل مما كانت تتصوّر، وأشارت الى أنها فاجأت والدها بالزيارة بالقول «لديّ مفاجأة سارة لك أنا ذاهبة الى لبنان وستأتي معي».

حايك، التي زارت مخيّماً للنازحين مع «اليونيسيف»، تحدّثت عن النازحين السوريين بالقول «أشعر بالفخر أن الشعب اللبناني في وقت المحن شرّع أبوابه لمن كان يُعد عدوّه من قبل، لا أعرف مستوى الكرم هذا في أي مكان آخر في العالم. هناك قول مأثور في المكسيك، إن كان لديك صديق لبناني فأنت لديك صديق طوال حياتك». وتحدثت سلمى عن الجالية اللبنانية في المكسيك وفي العالم، «هي كبيرة جداً وموحدة جداً»، وأسفت حايك لعدم تكلمها اللغة العربية، «جدّي وجدتي لبنانيان، حتى أمي وهي من اسبانيا، تطهو الطعام اللبناني مثل جدتي اللبنانية وهي حاولت أن تدخل المنافسة مع عمّاتي على طهو مختلف أنواع الطعام اللبناني». وعن أصولها اللبنانية، قالت حايك إنها تعلم أنها من منطقة بعبدات اللبنانية ولكنها تخشى من لفظ الاسم خطأ وأحياناً تلفظه بغداد. كما كشفت أنها في 29 ابريل ستتسلم جائزة «جبران» في واشنطن من قبل الجالية اللبنانية تقديراً لأعمالها الإنسانية، وقالت وهي تبكي متأثرة «29 ابريل هو اليوم نفسه الذي صادف فيه وفاة جدي».

مفاجأة خاصة لسلمى

وفي سياق الحلقة، قدّم غانم أوراقاً ثبوتية اصدرت خصيصاً لسلمى من وزارة الداخلية، كناية عن إخراج قيد فردي وآخر عائلي، تمّ الحصول عليهما في 18 أبريل 2015، كما أعدّ البرنامج تقريراً عن جذورها وقريتها ومنزل جدّها، وقد تأثّرت سلمى كثيراً لدى رؤيتها المشاهد المصوّرة.

وعن فيلم «النبي»، قالت حايك «هو رسالة حبّ ووفاء لبلدي، وهو ليس للبنانيين فقط، فأنا اعتقدت منذ 4 سنوات عندما بدأنا هذه المغامرة الرائعة أن من المهم تذكير العالم بأنه كان هناك رجل لبناني وعربي وحّد العالم بأسره بفلسفة، وجمع كل الأديان لعدّة أجيال في جميع أنحاء العالم، أردت أن يتذكر الناس بوضوح هذا الرجل اللبناني وفلسفته التي هي نوع من الطب لألم الروح وأوجاعها، هذا الفيلم هو أيضاً للشباب والأطفال الذين يعتقدون اليوم أن رابط العالم هو الإنترنت، من المهم ألا يتوقفوا عن تعلم التواصل مع البشر الآخرين بعمق، هذا الفيلم ليتذكر الإنسان الأشياء الجميلة في داخله، وهو مرآة لكل شخص يشاهده»، وأضافت سلمى قائلة «اكتشفت الكتاب من جدّي عندما كنت في السادسة، كان يضعه بجانب سريره، ثم في عمر الـ18 أو 19 رأيت الكتاب مجدداً فقرأته، كان كأنه يعلمني أشياء عن الحياة، لذا لم يكن من الصعب اتخاذ القرار بتصوير الفيلم، كان عليّ إيجاد من يرغب في تصويره، فالناس يخافون مما هو جديد، لأننا كنا نقترح شيئاً لم يُعمل من قبل، استعملنا أنواعاً مختلفة من التحريك، لا يمكن تسمية ذلك تحريكاً فقط إنه فن، فيلم فن وموسيقى وشعر، لم يُصور فيلم مثله من قبل، عن فلسفة عبر رسوم متحركة مع 9 مخرجين، مع أشخاص من لبنان آمنوا بالمشروع»، كما طالبت اللبنانيين دعم هذا الفيلم الذي أنتجته وصوّرته عائلة من الأصدقاء المحبين لهذا الفيلسوف الرائع مقابل الحدّ الأدنى من المال، وقالت «كلنا عملنا مقابل القليل، الفيلم هو تكريم لهذا الكاتب الاستثنائي، أردت تصوير هذا الفيلم من أجل لبنان».

الحب سر سعادة سلمى

عن حياتها الشخصية، قالت حايك إن أحد إنجازاتها الكبرى أنها وجدت الحب الحقيقي، «هذا امتياز كبير عندما تتزوج الشخص الذي تحب، أردت أن تكون لديّ عائلة ولكن تمكنت من إنجاب طفلة واحدة فقط، لكن الخبر السار هو أن زوجي كان لديه أولاد آخرون، كنت محظوظة أيضاً لان لديّ والدين يحبانني ويدعمانني ولديّ شقيق رائع، العائلة مهمة جداً بالنسبة لي». أما عن بداياتها الفنية، فكشفت حايك أنه طُلب منها تغيير اسمها لكي تتمكن من الوصول الى النجومية، «عندما بدأت حياتي المهنية في المكسيك قيل لي يمكنك أن تصبحي نجمة ولكن علينا تغيير اسمك الذي يصعب لفظه في المكسيك واعتبروا انه لن يتذكر أحد هذا الاسم، فجلست وكان هناك صمت لدقيقة وقلت لا تقلقوا سأحرص على أن يتذكروه وأن يتعلموا لفظ هذا الاسم في المكسيك والعالم». سلمى بدت في الحلقة عفوية، ممتلئة بطاقة إيجابية، بسيطة ومرحة، كما كشفت عن الجانب الحساس من شخصيتها، إذ انها كانت تبكي كلما غلبها الحنين إلى أرض أجدادها، كما بكت عندما شاهدت والدها في تقرير عرضه البرنامج يبكي تأثراً بحسن الضيافة الذي حظي به في زيارته الأولى إلى بلدته بعبدات.

وعندما غادرت بيروت، نسيت حايك حقيبة يدها في المطار، لأنها كانت تحمل أرزة قدمها لها برنامج «كلام الناس»، وعندما لحقوا بها لإعطائها الحقيبة قالت «أنا أحمل بلدي بين يدي فلمَ سأحتاج الحقيبة؟».