الباحث في التاريخ المصري الدكتور اشرف صبري وخصوصاً في الحرب العالمية الاولى امضى 15 عاماً من البحث في وثائق الدول منها بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وايطاليا واليونان من اجل اثبات من خلال وثائق وملفات تلك الدول الدور الرائد الذي لعبته مصر في تلك الحرب حتى يشعر المواطن المصري بالاعتزاز بتاريخه وتضحياته رغم ان تلك الدول تخفي الحقيقة عن دور مصر العظيم نحو البشرية في الحرب العالمية بانتصار العالم الحر.
ويعود السبب الىاهتمام الدكتور صبري بالتاريخ المصري في الحرب العالمية الاولى الى انه اكتشف بصفته غطاساً مهنياً ان السفن الحربية في تلك الحرب قد غرقت في بحر الاسكندرية واراد معرفة العلاقة بين السفن الغارقة في الاسكندرية وتلك الحرب وبكون الدكتور صبري سليل عائلة عسكرية فقد انكب على البحث والاطلاع لمعرفة الحقيقة.
واجرى الدكتور صبري عدة محاضرات مع الرسميين والمحاربين الاسترالي القدامى وابناء الجالية العربية والشعب الاسترالي في نوادي رابطة المحاربين القدامى RSL باللغة الانكليزية حتى يشرح دور مصر والشعب والجيش المصري في الحرب العالمية الاولى وخصوصاً علاقته الوطيدة مع فيالق الجنود الاستراليين والنيوزلنديين   في الحرب العالمية الاولى وبالذات في مصر.
ويوم الخميس الماضي حضرت احدى ندواته التثقيفية في مبنى القنصلية المصرية في سيدني وحضرها عدد كبير من ابناء الجالية المصرية والعربية واستعرض بالصور والمستندات والوثائق عن دور مصر في الحرب العالمية الاولى وخصوصاً مع القوات الاسترالية والنيوزلندية. وقال ان معركة قناة السويس التي تولت فيها القوات الاسترالية الدفاع  عن قناة السويس ضد هجمات العثمانيين كانت حاسمة في تغيير اتجاه الحرب ضد العثمانيين من  الدفاع الى الهجوم. فقد صدر لأول مرة في تاريخ مصر التجنيد الاجباري وكونت فيالق العمال المصريين وفيالق النقل للجنود المصريين. وحاربت القوات الاسترالية مع الجيش المصري في قناة السويس ضد الجيش العثماني المؤلف من 65 الف جندي عثماني.
واقامت القوات الاسترالية في   مدن مثل  الاسماعيلية والفردان والقنطرة بمساعدة الجيش المصري واختلطت الدماء الاسترالية مع الدمار المصرية حتى ان المصريين قد نقلوا مستشفى عبر سيناء بأيديهم لعلاج الجرحى من القوات الاسترالية والنيوزلندية وشيدوا خط السكة الحديد ليعبر سيناء لنقل القوات والعتاد والذخيرة والاطعمة والخيل والشراب اليهم.
وشارك المصريون في معركة غاليبولي حيث حفروا الخنادق مع الجنود الاستراليين والنيوزلندين و(الانزاك)   – وشارك الجيش المصري بعد ذلك من الجبهة الغربية في فرنسا وبلجيكا ضد جيوش دول المحور.
وبعد هزيمة الاستراليين والنوزلنديين وجنود الحلفاء في غاليبولي انتقمت القوات الاسترالية من العثمانيين مع القوات المصرية في معركة بئر السبع على الخيالة وانتصرت فيها قوات الانزاك على العثمانيين واحتلت فلسطين واتجهت نحو لبنان وسوريا حيث اسرت في طريقها 40 الف جندي عثماني وكانت القوات الاسترالية هي اول من دخل لبنان وسوريا وليس القوات البريطانية بقيادة لورانس كما يعتقد  خطأ في سجل التاريخ.
لقد اطلق اصطلاح «مصر ام الدنيا» في بدء الحرب العالمية الاولى للوجود جيوش 18 دولة في مصر لعبت فيها مصر دوراً رائداً في حسم المعارك لصالح دول الحلفاء وتحرير العالم العربي من نير العثمانيين.
بقي شيء  هام: ان الدكتور صبري قد حصل على المعلومات التاريخية عن دور استراليا ونيوزلندا من الدول التي شاركت في الحرب العالمية الاولى ولكن لم يبحث عن المصدر الاساسي الذي لعبته استراليا في الحرب. لذلك يجب ان يبحث الدكتور صبري في ارشيف استراليا الحربي لمعرفة دور استراليا الهام مع مصر في نصر الحلفاء على دول المحور وخصوصاً لديه اربع سنوات من الاحتفال بانتهاء الحرب العظمى عام 1918 حتى يظهر دور استراليا في الحرب في تلك المناسبة الهامة.