في الوقت الذي يتسلّم فيه الجيش اللبناني (اليوم الاثنين) في مطار بيروت الدفعة الاولى من السلاح الفرنسي ضمن الهبة السعودية، وفي الوقت الذي احيت فيه طرابلس مهرجان الربيع نازعة عنها رداء الحرب والدخان، تعود داحس وغبراء اعلامية بين السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري عبر اسلوب تصعيدي ما عهده الرجلان من قبل.. والساحة ليست عرسال ولا طرابلس ولا الضاحية او الجنوب، بل هي اليمن، لينتقل السجال السياسي اللبناني من سوريا الى صنعاء وعدن وكأنه مكتوب علينا ان نحمل هموم العالم كل العالم والمواطن اللبناني يبحث عمّن يرأف بحاله.
المواجهة الكلامية الاخيرة بين نصرالله والحريري ليست صحية وليست متناغمة مع جلسات الحوار بين الجانبين، وكأنهما يعترفان ان هذا الحوار هو مجرّد ديكور سطحي لما هو اخطر وادهى في العمق.
ففي كلام نصرالله الأخير موقف يتجاوز ويتناقض مع موقف الدولة اللبنانية من قضية اقليمية مما استدعى ردوداً عليه.
فالمطلوب من رجل المقاومة ومن رجل «لبنان اولاً» ان يغادرا ساحات اليمن وسوريا ويعودا الى الساحة اللبنانية حيث يعيش اللبنانيون.