رفع رئيس الوزراء التركي داوود اوغلو البطاقة الحمراء بوجه البابا فرنسيس الاول لمجرّد انه تطرّق الى المجزرة الارمنية، واوغلو هو رئيس حكومة دولة تسعى جاهدة للإنضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي اعترف برلمانه امس الاول  بالمجازر وندّد بها في وثيقة رسمية.
الاتراك يدركون جيداً ان لا احد يستطيع إلغاء التاريخ، خاصة اذا كان التاريخ واضحاً وجلياً، فهم حلفاء كل الدول التي تعترف بالمجزرة الارمنية، فلماذا ثارت ثائرتهم بوجه البابا الذي رحبوا به منذ اسابيع وادخلوه الى القصر الخيالي الذي شيّده رئيسهم اردوغان.
لا احد يعرف الخطوط التركية الصفراء او الحمراء او السوداء، كل ما في الأمر ان احفاد اتاتورك يحاولون ان يبنوا مجداً عثمانياً جديداً، فهم يرسلون  باخرة مرمرة الى شاطئ غزّة، ثم يقومون بدور ملتبس في سوريا الى ان يقوم رئيسهم بزيارة الى طهران محاولاً اللعب على كل الحبال.
البطاقة الحمراء التي رفعها اوغلو بوجه البابا لن تغيّر التاريخ بل هي بطاقة حَكَم مرتبك وضعوه في الملعب وهو لا  يجيد قوانين اللعبة ولا يعرف منها الا رفع البطاقات.
ومَن يدري ربما ينكر الاتراك غداً ان مواطنهم محمود علي اقجه حاول في 13 ايار مايو سنة 1981 اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني؟؟؟

انطوان القزي