كامل المر

«كتابات في المنفى» عنوان كتاب للدكتورة سمر العطّار صدر في أواخر العام 2013. وكما تقول الدكتورة العطّار المقالات الست الأولى من الكتاب كتبت بناءً لطلب من رابطة إحياء التراث العربي في أوستراليا إحياءً لذكرى شعراء أو أدباء  كانوا قد رحلوا، وآخرين ما زالوا على قيد الحياة آنئذٍ بدءاً من العام 1984 كالشاعر القروي والأديب ميخائيل نعيمة والشاعر نعيم خوري والشاعر عبد الوهاب البياتي. كما تضمن الكتاب مقالات أخرى بين عامي 2001 و 2003.
وكتابات الدكتورة سمر العطّار تدفعك، بل تستفزك للتفكير بما يجري حولك حيث أنت مغترب مهاجر قسراً يطحنك التمييز والاضطهاد غير المعلن، أحياناً، أو حيث أنت مواطن في وطنك الأم تنشد العدالة الاجتماعية فتطحنك التناقضات الطبقية والسياسية والحزبية، اليسار منها واليمين، وإن أسعفك الحظ تفلت من براثنها فتنشد الغربة لتتحرر من اضطهاد مضطهديك، فتقع ضحية التمييز في المجتمعات التي ترحل إليها. أو تظل العمر تكافح في الوطن من أجل حريتك وحرية وطنك، ومن أجل تقدمه وازدهاره، فينتهي بك المطاف «إلى أن تكون بوقاً للسلطة، تفكر مثلما يفكر القابضون عليها فتصير منهم أو على هامشهم»، أو ينتهي بك الأمر سجيناً أو مشرداً فـي غير مكان.
على أن الحياة أفرزت مشهداً ثالثاً يفعل فعله في الأرض ولو بطيئاً، سواء أكان صاحبه سجيناً، أو مطارداً، أو حرّاً طليقاً، ويؤدي في نهاية المطاف إلى تراكمات تؤدي بدورها إلى أن يرتقي الوطن خطوة إلى الأمام بالرغم مما يصيبه من تعثرٍ يؤدي به إلى خطوات إلى الوراء بفعل عوامل خارجية، أو تناقضات داخلية حادة ليعود فيخطو إلى أمام من جديد. وهذا ما يفسر انتقال الوطن، أو البلاد من حالٍ إلى حال أفضل فإلى حالٍ أسوأ فإلى حالٍ أرقى. وقد تصيبه حالة ماحقة تودي به وبأهله فناءً، أو تدفعهم للبدء من جديد، وبظروف قد تبدو أشد خطراً لكنها في المحصلة أفضل.
ويتوقف شكل التطور ومقداره على دورٍ يؤديه المفكرون والأدباء والمثقفون فإن أحسنوا الإداء وزاوجوا بين الظروف والآمال، بين الإمكانات والتوق إلى الأحسن والأفضل ساروا بالبلاد ولو ببطء إلى أعلى وإن منيوا بنكبات خلال المسير أحياناً.
وفي هذا الإطار جاءت صرخة الشاعر القروي في رسالته إلى جورج صيدح « صاحب كتاب الشعر العربي في المهجر الأميركي « في العام 1955، حيث صرخ منبهاً من الأخطار التي تحيط بالأمة العربية:
«إن الأمة العربية – أمتنا لا سواها « على شفا جرف من التشريد العام والإفناء التام. وعلى أديبها قبل أي جندي فيها، أن يفتح العيون على هذه الحقيقة المرعبة، لا أن يزيدهنّ غمضاً وسياحة في عوالم الأحلام. وإني لأعيذ كتّابنا وشعراءنا اللاهين منهم بالزهور والخمور، والشهوة الحمراء، والمعالجين منهم كل فنون النظم والنثر « ما عدا أدب الواقع المرير، أدب الحاجة الملحة، أدب النضال الطبيعي الشرعي في سبيل البقاء.. أني لأعيذ هؤلاء الإخوان العباقرة، أن يحيّروا التاريخ يوماً، في أي عصر وجدوا، ومن أي أمة كانوا..»
وإذا ما نظرنا إلى ما جرى ويجري حولنا اليوم في العالم العربي لأدركنا كم أن نظرة الشاعر القروي ثاقبة وصائبة، وكم كانت رؤياه شاملة بحيث استطاعت أن تستشرف المستقبل المضطرب للأمة العربية، وما قد تحمل الأحداث لها من نكبات، كمثل العدوان الثلاثي على مصر « فرنسا انكلترا واسرائيل « في العام 1956، فيما عرف آنذاك بحرب العدوان على السويس، ثم نكبة حزيران 1967، فإلى معاهدة العار في كامب دايفد للصلح مع اسرائيل، إلى كارثة الاحتلال الأميركي للعراق، وإفرازاته من داعش ونصرة وأخواتهما، إلى حرب تدمير سوريا، حيث تتعرض الأمة إلى جرف من التشريد العام والإفناء التام، وبأن على أديبها قبل أي جندي فيها أن يفتح العيون على هذه الحقيقة المرعبة. وأديب القروي هذا «ليس بعرّاف أو نبي مجهول الهوية، « كما تقول الدكتورة العطار «،  بل هو «نتاج بيئة معينة، وعصر معين، فهو ينتسب إلى مجتمع محدد الملامح، ويعيش في حقبة تاريخية دموية، وله مسؤولياته الجسام تماماً كأي جندي محارب في سبيل قضية عامة.» بل إن مسؤولياته اشمل وأعظم ، فهو صاحب الرؤيا التي تستشرف المستقبل وتقرأ الظروف الموضوعية، ايجابها وسلبها، وتنبه إلى الأخطار المحدقة وتسهم في وضع خطط التصدي لكل خطر قادم.
وعلى الأديب أن يبادر إلى إعلان موقفه من قضايا العصر، والتي هي في المحصلة قضية كل عصر، كالحرية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة، والتي يتفرع عنها قضايا بالغة الدقة والخطورة، وذات تناقض حاد. فالمسألة القومية مثلا في البلاد المستعمِرة « بكسر الميم « غيرها في البلاد المستعمَرة « بفتح الميم « فهي في الاول عامل اضطهاد واستعباد، وفي الثاني مسألة نضال من أجل الحرية والاستقلال والتحرر. فان انتمى الأديب قومياً وهوية إلى بلاد مستعمِرة – بكسر الميم « لا يصح، وهو ملتزم قضية الحرية، أن يدافع عن استعمار بلده لبلاد أخرى، بل إن واجبه الإنساني والأخلاقي يحتم عليه أن ينتصر لقضية تحرر الشعب المستعمَر « بفتح الميم « أي شعب مستعمَر، وإلا كان بوقاً لسلطات بلاده المستعمِرة، وجزءاً منها، أو على هامشها.
والحرية عند القروي لا تمنح، بل تؤخذ بالنضال، وبالنضال المسلح عند الضرورة. وإذا كانت حريته الشخصية مهمة، فحرية الإنسان بالمطلق هي الأهم.
لقد حدد القروي هويته بما لا يترك مجالاً للشك، فهو عربي أولاً ولبناني ثانياً وقريته البربارة رمز للوطن الذي اتسع ليضم لبنان، بمسيحييه ومسلميه، وسائر الدول العربية التي تشارك لبنان لغة وتاريخاً.
وعندما ناقش القروي مسألة القومية أسقط الدين، الذي عوّل عليه خصومه، من حسابه وأحلّ محله العروبة التي تجمع المسيحيين والمسلمين وتوحد ين أقطارهم، وقال في ذلك:
من ينبئ الملأ الذين أحبهــــــــم
فيكافئون الحب بالعـــــــــدوان
إني على دين العروبة واقـــــف
قلبي على سبحاتها ولسانـــــي
انجيلي الحب المقيـم لأهلـــــــها
والزود عن حرماتها فرقانـــي
أرضيت أحمد والمسيح بثورتي
وحماستي، وتسامحي وحناني
يا مسلمون ويا نصارى دينكـــم
دين العروبة واحد لا اثـــــــنان
بيروتكم كدمشقكم ودمشقكــــــم
كرياضكم ورياضكم كعـمــــان
ستجددون الملك من يمن إلــــى
مصر إلى شام إلى تطـــــــوان
لقد أكّد القروي في أكثر من مكان أن المذاهب والمعتقدات الدينية تفرق بين أبناء الأمة الواحدة وتقف عثرة في سبيل تحقيق القومية المرجوة، فدعا إلى رفض التعصب الديني واصفاً إياه بالداء الذي يعمل بالأمة تفتيتاً وتهشيماً، وما تشهده الأمة العربية اليوم من قتل وذبح وتشريد وتهديم باسم الدين والمذاهب خير دليل على ذلك، وقال في ذلك في قصيدة ألقاها سنة 1933 بمناسبة عيد الفطر ناشداً الوحدة بين مكونات الأمة:
سلام على كفر يوحد بيننا    أهلاً وسهلاً بعده بجهنم
ولم يكن التعصب الديني وحده هو الذي شلّع الأمة العربية وجعل منها دويلات متناحرة متفككة، بل إن السبب الرئيس في ذلك هو الاحتلال الأجنبي للعالم العربي، الذي كان يرزح تحت نير السلطنة العثمانية المريضة فتناهبتها الدول الاوروبية واقتسمتها فيما بينها عندما أفل سلطانها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، «فصار لبنان وسوريا من حصة فرنسا، وفلسطين من حصة الانكليز على أن يهبوها ليهود العالم»، وأبرمت الاتفاقات التي جعلت من العرب في مختلف بلدانهم مستعمَرين «بفتح الميم» ولا سبيل لاستقلالهم إلاّ بالنضال المسلح. وسخر القروي ممن صدّقوا وعود الغرب بالجلاء، وقال في ذلك:
لئن وعدونا بالجلاء عـــــن الحمى
فقد ضربوا يوم القيامة موعدا
أرى الناس قد عافوا السجود لربهم
فمالي أراكم للصعاليك سجّـدا
وإن لم تغيروا بالمعاول غــــــــارة
تهدم هــــــذا الباستيل الممرّدا
وتغتصبوا استقلالكم وتحطّـمـــــوا
رتاجاً على عذراء لبنان موصدا
فموتوا، ألا موتوا، فما الموت سبة
وإن الردى في العار لا العار في الردى
وقد رأى القروي أن تصفية لاستعمار بكل أشكاله «هي البداية لتحرر كامل، واكتشاف للذات. وعلى الإنسان الذي يريد أن يكون حرّاً أن يقهر نفسه أولاً، وأن يتخلص من تعصبه لفئة دينية أو اجتماعية معينة، ومن عقده النفسية، وبالتالي أن يتوقف عن تعريف ذاته من خلال تصنيف المستعمر له.»
ويؤكد القروي في تحليله لمفهوم الحرية بأن تقوقع الأمة على ذاتها «دون انفتاحها على الآخرين الذين يشاركونها شيئاً من مصاعبها « أمر ينفي إنسانيتها. فالمستعمَر « بفتح الميم – في بلد ما، في عرفه، لا يمكن إلا أن يتعاطف مع الفلسطنيين كشعب مقهور كان الاستعمار الإنكليزي من خلال وعد بلفور وراء نكبته. «وما امتناعه عن شراء الجوخة الإنكليزية إلا برهاناً على تفهمه لمعنى الحرية، فحريته كإنسان لا تحتل صدارة العالم، بل ما يحتل صدارة العالم هي حرية الإنسان في كل مكان، سواء كان عربياً، أم لم يكن عربياً. وبهذا تجاوز القروي حدود القومية المحدودة إلى الإنسانية اللامحدودة.»
وفي هذا الإطار رأيناه يهاجم البابا في روما. وهو المركز الكهنوتي الأعلى لدى الكاثوليك، عندما بارك عدوان إيطاليا على الحبشة في النصف الأول من القرن العشرين كاشفاً زيف الذين يدعون دعاة حقوق الإنسان في العالم – ويمكن أن نستثنيالبابا الراهن فرنسيس المعروف ببابا الفقراء « ملاحظة من الكاتب:
إن يكن صاحب القداسة سفاحاً
فما تريد من غير صاحـــب
لن يعادي من أجلك العلج علجاً
والأفاعي بنات عم العقارب
وكما انتصر القروي لقوميته وأمته، ولقضية الحرية، انتصر أيضاً لقضية العدالة الاجتماعية فنادى لمجتمع عادل يعيد توزيع الثروات القومية فلا يتركها حكراً على الإقطاع وأصحاب السطوة والنفوذ والمال. ورأى إن الاستعمار لا يرحل عن بلاد استعمرها إلا طرداً فدعا إلى النضال المسلح ضد الاستعمار بكل أشكاله، وحضّ على التعليم، وتحرير النفس من التعصب، وتبني التسامح والمحبة كقواعد أساسية في بناء الأمة مستلهماً المسيح الذي قال: «يا أولاد الأفاعي» ومحمد الذي هتف بعــده بستة قرون: « قل الحق وإن كان مرّاً «.
وقد قال القروي الحق كما رآه وعرض رؤيته للعالم، وصور «لنا الظالم والمظلوم. المستعمِر والمستعمَر، الغني والفقير لكنه في النهاية دائماً لم يتردد أن يقول إن الـمحبة هي الشيء الـوحيد الـذي تبقى لنا.»
ومن القروي يتدرج بنا الكتاب إلى ميخائيل نعيمة الذي لم يكتب عن المهاجر اللبناني الناجح ولا روى لنا في «سبعونه» قصصاً بان أميركا هي بلد يلمس فيها «الناس التراب فيتحول ذهباً» ، بل عرض علينا صورة المهاجر اللبناني الفاشل مبيناً أسباب فشله في موطنه الجديد، ومتحدثاً عن غربة الإنسان عن ربّه وغربته عن نفسه، وهو لم يستطع أن يجد الله لا في نيويورك ولا في أية مدينة غربية، وكان عليه أن يعيد جسده إلى مكان جغرافي بعينه، إلى بسكنتا، بل إلى شخروبه فيها، لان كل شيء يعود إلى أصله. إن قريته هي المكان الوحيد في العالم الذي يمكن أن يعيد له نفسه الضائعة. ولعلّ في عودة نعيمة إلى بسكنتا بدء رحلة البحث عن الذات.
ومن نعيمة يتدرج بنا الكتاب إلى نعيم خوري الشاعر الذي تحدى الغربة وحدود وطنه الوهمية. يقول في قصيدة له، وهو الواعي لتاريخه وماضيه، ويفتخر بهما، ويعرف من هو كإنسان:
وصانع العز في التاريخ من وطني
والأبجدية من شعبي، ومنه أنــــــا
ويقول في قصيدة اخرى مبيناً مدى تعلقه بوطنه الأم لبنان:
لو ملكوني نعيماً دائماً أبداً
في غير لبنان، لم يورق لي الأمل.
ومن نعيم خوري إلى الشاعر العراقي المقيم المنفي أبداً عبد الوهاب البياتي ومفهوم النفي في شعره. فإلى المرأة والحرب في المجتمع الأبوي في ملاحظات حول أعمال الشاعر شربل بعيني، الذي سمع بـ»بهيسة» التي لعبت دوراً رائداً لوقف حرب عبس وذبيان، أثناء محاضرة لكامل المر في سيدني حول دور المرأة العربية في الأدب والشعر والمجتمع، فكتب «صدقيني يا بهيسة». فإلى تاريخ مجزأ: مفهوم النفس لدى الشاعرة العربية عبر العصور. فإلى رحلة إلى الجنة والجحيم: دمشق، بيـروت، صيدا، القاهرة في أواخر عام 2001 وأوائل 2003، فإلى «أنا إسبانية» قالت المرأة اللبنانية الخائفة: عواقب أحداث 11 ايلول 2001 في استراليا، فإلى «لتفتح بوابات العالم: قبرص في عيد الفصح» وفيها تبيّن آثار تقسيم الجزيرة على سكانها في شطري الجزيرة. فإلى ثمن التمرد والخاتمة. وسأتوقف عند موضوع الرحلة إلى الجنة والجحيم لما تنطوي عليه هذه الرحلة من أهمية في تذكر معالم المكان وأثره على المجتمعات، عادات وتقاليد وثقافات وحضارة.
تبدأ الرحلة إلى دمشق، اقدم مدينة في الدنيا ما تزال عامرة حتى اليوم، بأن تستذكر صورة دمشق من خلال وصف الرحالة ابن جبير في رحلته إلى دمشق في القرن الثاني عشر وجاء فيه:
«جنة المشرق.. عروس المدن.. تحلّت بأزاهير الرياحين.. أحدقت البساتين بها إحداق الهالة بالقمر.. إن كانت الجنة في الأرض فدمشق لا شك فيها، وإن كانت في السماء فهي بحيث تسامتها وتحاذيها.. {والربوة} مأوى المسيح وأمه.. هي كالقصر المشيد يصعد إليها بأدراج.. وهذه الربوة المباركة رأس بساتين البلد ومقسم مائه، ينقسم فيها الماء على سبعة أنهار، يأخذ كل نهر طريقه.»
وإذا كانت هذه صورة دمشق في القرن الثاني عشر، فقد ظلّت دمشق رغم جور الزمان، وهمجية الغزاة والفاتحين عروسة مدائن المشرق وأكثر المدن، شرقاً وغرباً، ثراء في معالم التاريخ الحضاري الإنساني. فالنكبات التي حلت بها وببلاد ما بين النهرين جراء الغزوات والحروب الهمجية الطاحنة رسخت في شعوبها مفاهيم التعاضد ونصرة المظلوم وحماية المستضعف والكرم وإكرام الضيف ومقاومة الظلم والسعي الدائم والدائب للتحرر من الاستعمار قديمه والحديث.
وعندما تقرأ تفاصيل الرحلة يستوقفك الوصف المستفيض للمكان وللحيثيات المحيطة به، وكأني بالدكتورة العطار كانت تخشى، وما تزال، على دمشق وسائر العواصم والمدن العربية من خطرين: خطر زحف الحديد والإسمنت على البيوت والحارات القديمة بحدائقها وبحراتها وجنائنها. وخطر الحروب الزاحف من وراء أسوار المدن طمعاً بما في باطن أرضنا من ثروات، سواء لبس لبوس الحروب الأهلية أو كان غزواً مباشراً كالغزو الأميركي على العراق، الذي أتى على كل معالم الحضارة في بلاد الرافدين وبإسم الديمقراطية والتمدين والحضارة. أو كأخيه الغزو الاطلسي لليبيا بكل «انجازاته» الهمجية. أو بإفرازاته الإرهابية الآتية من كل بقاع الارض والمتثلة بداعش والنصرة وأخواتها.
وكما تحرص الدكتورة العطار على إبراز معالم الحارات الدمشقية تحرص ايضاً على إبراز ما تتحلى به شعوب المنطقة من جيد العادات والقيم الاجتماعية العربية، التي يندر وجودها بغير العالم العربي.
وفي المحصلة «كتابات في المنفى» تحتاج لقراءتها بإمعان لتستمتع باسلوبها الشيق ولتدرك أبعاد مراميها الهادفة إلى الحرية والتحرر والبناء، بناء الإنسان قبل كل شيء.