زهير السباعي
كما كان متوقعاً فقد بدأت العملية العسكرية في اليمن والتي أطلق عليها إسم الحزم بقيادة السعودية التي تشارك بمئة طائرة حربية و 150 ألف جندي بالإضافة إلى مقاتلات من جميع دول مجلس التعاون الخليجي-بإستثناء السلطنة- ومشاركة اردنية ومغربية وسودانية ومصرية وحتى باكستانية وقد عرضت تركيا دعمها أيضاً في حال طلبت المملكة منها
بدأت الحملة العسكرية بتصريح لسفير المملكة في واشنطن السيد عادل الجبير قال فيه بأن العملية تأتي إستجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن وإستقرار اليمن الشقيق، عندما يصرح السفير السعودي بذلك ومن واشنطن فهذا دليل واضح على موافقة الإدارة الأمريكية على العملية ودعمها لوجيستياً والجديد في هذا التحالف مشاركة باكستان النووية فيه بالرغم من علاقاتها القوية مع إيران وأيضاً تصريحات الرئيس التركي اردوغان التي قال فيها على إيران أن تسحب جميع قواتها من اليمن وسورية والعراق وتحترم وحدة أراضي الدول، وفي تصريح لرئيس الأركان التركي نجدت أوزال قال فيه إيران تولد انطباع أنها خطر على المنطقة ، فهل إنتهى شهر العسل بين تركيا وإيران ام أنه تقاطع مصالح ، حتى الروس إنقلبو على إيران، الحملة العسكرية ستستمر في اليمن حتى تحقق أهدافها والمملكة مصممة وعازمة وحازمة أمرها نحو هذا الهدف، هنا يتسأل المواطن السوري عن الفارق الذي حمل المملكة لحشد هذا التحالف وقيادته والتدخل عسكرياً في اليمن دون سورية مع فداحة القتل والدمار والتشريد الذي يتعرض له الشعب السوري الشقيق منذ اكثر من أربع سنوات؟ فهل مجرد موافقة الإدارة الأمريكية على العملية العسكرية يكفي أم أن أمريكا تريد ترميم علاقاتها التي تعرضت للتصدع ؟
التدخل العسكري في اليمن جاء دون الحصول على قرار دولي من مجلس الأمن واليوم يحاول سفراء مجلس التعاون الخليجي استصدار قرار دولي تحت البند السابع يمهل جماعة الحوثي ثلاثة أيام للإنسحاب من صنعاء والمدن التي احتلوها وهناك موافقة روسية على ذلك، إذا كان بالإمكان التدخل عسكرياً باليمن فلماذا لم يتم التدخل عسكرياً بسورية ؟ الذريعة في ذلك لايوجد قرار دولي فهمنا ذلك لكن كيف نبرر تدخل فرنسا في مالي وتدخل روسيا في اوكرانيا وتدخل امريكا في العراق وكوسوفو وغيرها ؟
إن هذا الحلف الذي تشكل الآن قادر على ردع إيران ووضع حداً نهائياً لغرورها وغطرستها وأمريكا سوف تبارك هذا الحلف وتدعمه ونتمنى لهذا الحلف أن لايتوقف عند اليمن ويكمل طريقه بإتجاه العراق وسورية فلا يكفي قطع الذنب في اليمن وترك الرأس يصول ويجول في سورية والعراق فالثمار الحقيقية التي سيجنيها هذا الحلف تكمن في سورية والعراق تصديقاَ لقول الحجاج أخيراً يعتبر هذا الحلف الأول من نوعه وعلى القادة العرب أن يدركو -في قمتهم بشرم الشيخ- بأن الشعوب العربية معهم وتؤيدهم اذا استطاعو تحقيق نقطتان وهما إنشاء جيش عربي تحت قيادة عربية موحدة للتدخل السريع وثانيهما حماية الأمن القومي العربي من العبث
عاشت سورية حرة أبية
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار