عواصم تاريخية جديدة، تظهر كالفطر في الشرق الاوسط، فبعدما درّسونا عن زنوبيا ملكة تدمر وعن آفاميا، وعن دمشق عاصمة الأمويين ، ها نحن امام الرقة عاصمة دولة «داعش» وأمام ادلب عاصمة دولة تنظيم النصرة، ولسنا ندري اين ستقيم جماعة خراسان عاصمتها الجديدة في بلاد الشام؟!
ما عادت ادراج الياسمين السوري تزين القصائد وما عادت النوافير الشامية تزين اللوحات، وما عاد بردى يشفي غليل العطش.. كلّهم تغيّروا ، تبدلّوا، ماتوا او رحلوا او هاجروا، حتى زمن البرازق بات جزءاً من التاريخ، وليست معلولا وحدها تهدّمت، وليست بوابات حمص وحدها باتت بلا مداخل او مخارج، وليست صروح حلب وحدها تهاوت ، انها سوريا بالكامل تلك التي سار اليها شاوول (بولس) وتبعه البابا يوحنا بولس الثاني. تلك التي خرج من رحمها خالد بن الوليد وسواه، هذه الـ «سوريا» تتنازعها عاصمتان جديدتان: الرقة الداعشية وادلب النصراوية- اللهمّ نجّنا من الأعظم؟!