مصطفى محيش

في ذاك الليل الشتوي البارد
التقينا ، و كل منا في الحب زاهد ،
عندما التقت العيون خطبت
اجمل ما روي في الحب على منابر القلوب ،
كنّا غريبين نودّ الرحيل
تهيأنا للمسير ،
جلسنا علّنا نعطي أنفسنا
فرصة اخرى للحب
لكننا التقينا في زمان غابر
……
زمان كثر فيه الرياء
و قلّت الرحمة
وكثر فيه اصحاب القلم الجائر،
أناس احبوا بسقطهم الوصول الى السماء
اضاعوا الرسالة و شبابنا حائر،
كلٌ في نفسه للعلياء سائر
هي كالملاك عانت من الحياة
الا بسقوط الملاك علياء؟
لكننا التقينا في زمان غابر
……
أرتب دائما شوقي
و احمله في حقائبي
و أسير لرؤيتها ،
و الحب فاض من مقلتها
نحلل أمورا و نرمي قشورا
سرعان ما يبدد الحب افكارنا
و يستبد بِنا ليرمينا
على سرير العشق
كي تلتهب شفاهنا
و أصابعنا حنينا
ينقش على اجسادنا
أعذب مخطوطات عشقنا
و في الأفق البعيد
نعرف اننا التقينا في زمن غابر
……
كم مرة تركت روحي هناك ؟
كم مرة بقيت مستلقيا ؟
كم مرة خاطبت عيناكِ روحي
و تناثرتِ نشوةً على جسدي؟
كم مرة قررتِ المسير؟
تنظرين إليَّ و تتالمين،
برعشةٍ تقولين
لكننا التقينا في زمن غابر
……
انتِ امرأة صنعت من ورد
زخرفت بالورد ،دللت بالشهد
و انا الذي استشهدت،
كنتِ كعادتك تقولين انا الحب
يليق بك الحب
ماذا حصل ؟ ان كان ليس الحب
فما هو ؟ ان لم يكن الوجد فما هو ؟
و ترمي الإجابة كعادتك
التقينا في زمن غابر
…..
تريدين الاعتكاف عن العالم
و انتِ سيدة خلقت لتكون
أميرة في هذا العالم
و ماذا افعل بعالم لست به؟
كيف تأخذين روحا و تتركيه؟
ايفوح من عبق السنين شوقي
ام يضيع نهاري عنوة في خيالي
أيستلذ الحب عذابي ؟
ام العشق من يهوى جراحي
اانت والزمن رفقة
ام ان القمر ينزف لك شوقا
لكني لم افهم بعد
اننا يا سيدتي
التقينا في زمن غابر
……
دعيني أصف ما عرفت منك
علّك تعلمين
يختبئ القمر في عيونك ليلا
والشمس تأبى الشروق الا منهم
ما عدت اعرف هما النور ام عيناك
مقسّم انا بين يمين و شمال
وآلامي فاقت أعالي الجبال
لملميني قطعاً وانسي المحال
واصهرِي قطعي بعينيك
قد غادرت الروح مع النور
وتركت لهم الجسد الجسور
لكننا التقينا في زمن غابر
0000
يا الف الف قمرٍ
تيّمتِ القلب في هواك
و سلبت الروح عشقاً فيك
حبيبتي ذاب الجمال فيك
و احتار الوصف في الكمال
ارتقِي عن العيون بعيداً
قد اجتاح نورك ظلمات الخيال
كل ما هنالك هل عرفت الآن كم احبك
لكننا التقينا في زمن غابر..