حاوره/ بيار سمعان

طوني عيسى ادرك اهمية الانخراط بالعمل السياسي والدور الذي يمكن ان يلعبه المتحدرون من اصول اثنية في الشأن العام.
هاجر والداه من لبنان سنة 1986 وكان عمره حوالي سنة ونصف. التحق بمدرسة سانت جان فياني في لاكمبا التي تعرف الآن تحت اسم Holy Spirit – Lakemba وفي حين كان والداه منكبان على العمل ورعاية العائلة، صمم طوني على تحصيل العلوم ودرس الهندسة ثم انتقل الى ادارة الاعمال والتسويق والاستشارة الاقتصادية في جامعة نيو ساوث ويلز.
تعرض الى صدمة عنيفة عندما اقدم اعز صديق له وصاحبه منذ الطفولة على الانتحار. وكانت صدمة لا تعوض سافر على اثرها الى كندا في محاولة منه ان ينسى.
بعد عودته الى استراليا قرر الانخراط بالعمل الاجتماعي والسياسي ومساعدة الشبيبة والعائلات التي تعاني في حياتها لسبب ما.
وانخرط طوني مع مؤسسات خيرية واجتماعية مثل سانت فنسنت ثم «موارنة في مهمة» Maronite Missison بعد ساعات العمل وخلال عطلة نهاية الاسبوع، وهو منخرط الآن مع مشروع White Stone لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات.

 اتمنى ان يستفيد اللبنانيون والعرب من وجودهم الكثيف في المنطقة لاحداث تغيير في سياسة الاحزاب الكبرى

لماذا اخترت العمل السياسي من خلال الحزب الديمقراطي المسيحي؟
– لدي اصدقاء هم اعضاء ناشطون في احزاب كبرى نناقش احياناً العمل السياسي واستراتيجيات التحرك. وغالباً ما نتفق بالرأي حول الاحزاب الكبرى الذين يصبحوا كسالى، خاصة في المناطق المنسوبة اليهم. فحزب العمال في منطقة كانتربري لا ينجز الكثير في هذه المنطقة لانها شبه مضمونة له. لكن برأي بدأت تتغير المعايير في ذهن الناس. لذا قررت العمل من خلال الحزب الديمقراطي المسيحي وانا اتعاون مع زميلي جورج الضاهر مرشح الحزب عن منطقة لاكمبا.
الحزب الديمقراطي المسيحي اجده يتناغم مع المثاليات الاخلاقية ورعاية العائلة كما ارغب ان تكون عليه، واهدافه تتلاءم في اوجه عديدة مع اهداف معظم اللبنانيين والشرق اوسطيين الذين يتميزون بهذه المثل والاخلاقيات.
على المستوى السياسي باعتقاي ان الفرد يغيب ويضيع في الاحزاب الكبرى التي لها مصالحها المحلية والقومية والدولية وترغم احياناً على اتخاذ مواقف لا تتلاءم مع مصالح الشعب. وهي نظراً لحجمها وقوتها، اصبحت لا تولي اهمية لمطالب الناخبين بل تلتزم بسياستها الكبرى.
واعتقد ان وجودي كمرشح عن الحزب الديمقراطي المسيحي عن مقعد لاكمبا ووجود زميلي جورج الضاهر وآخرون في مناطق متعددة سوف يضيق الخناق على هذه الاحزاب ويدفعها الى مراجعة حساباتها. وانا كلي ثقة انه اذا احسن الشرق اوسطيون الانتخاب بإمكاننا ان نحقق فوزاً في اكثر من منطقة.
{ منذ متى انت عضو في الحزب الديمقراطي المسيحي وما الذي يدفعك للالتزام به؟
– انا عضو في هذا الحزب منذ عدة سنوات، ولقد جذبتني سياسته القائمة على الاخلاقيات والقيم الانسانية ودعم العائلات للحفاظ على وحدتها وانتمائها مادياً وتربوياً واجتماعياً. للاسف الشديد الاحزاب الكبرى فقدت الكثير من القيم الاخلاقية وانطلقت في قبول ايحاءات وتشريعات تتعارض مع وحدة وديمومة العائلة، اعني على سبيل المثال مشروع قانون زواج المثليين وهو ضربة قاتلة في جسد وحدة العائلة في المفهوم التقليدي على علاقة حب بين رجل وامرأة وإنجاب اطفال وانشاء عائلة تحمل الرسالة الاخلاقية والحضارية والإيمانية بشكل صحيح وسليم.
باعتقادي ان الحفاظ على العائلة والاخلاقيات هي مهمة كشق الطرقات وانشاء المستشفيات وتمويل المدارس… تصوروا كل هذه الامور بدون اخلاقيات!!! انها لن تقوم بمهامها كاملة في خدمة المجتمع والانسانية.
– كيف ستعمل كشخص وكحزب على تحقيق ذلك؟
– بالطبع كوننا لم نبلغ بعد مستوى عال من القوة والتمثيل الشعبي سيقصر دورنا على ممارسة الضغوطات على الحكومة في الولاية او دعمها في القرارات التي نراها ملائمة وتنسجم مع مبادئنا واخلاقنا.
{ ماذا تقول للجالية اللبنانية؟
– انا لبناني الاصل وادعو اللبنانيين والناطقين باللغة العربية ان يصوتوا لشخص منهم، يفهم عاداتهم ومعاناتهم والصعوبات التي يواجهون في المجتمع الاسترالي. ما يقلقهم يقلقني ايضاً شخصياً. ونحن كمغتربين علينا المسؤولية ان نشارك العمل السياسي من خلال اشخاص يمثلوا طموحاتنا، الشرق اوسطيون واليونان هم اكثرية في منطقة كانتربري وباعتقادي ان بإمكانهم ان يختاروا المرشح الذي ينسجم مع تطلعاتهم ومستقبل ابنائهم وكلي ثقة انهم سيفعلون ذلك.