بقلم منى مسعود
يقال ان الحب ثمرة الحياة، فما بالك اذا دامت هذه الثمرة سبعين سنة وما زالت ناضجة ومخلصة لجذورها متينة وصلبة قادرة على مواجهة الحياه وما فيها من تقلبات.
ام طوني وابو طوني جورج ووردة جرمانوس زوج وزوجة منذ حوالي السبعين سنة يداً بيد في السراء والضراء، زواج على الطريقة التقليدية، كان جاراً وقريباً للعائلة في آنٍ واحد، تزوجت ام طوني وهي في السابعة عشرة من العمر، تقول، انها مقتنعة كل الاقتناع ان هذا العمر المناسب للزواج على عكس ما يحدث اليوم اي الزواج المتأخر. ابو طوني يكبرها بثلاث عشرة سنة، لم يكن هناك حب من النظرة الاولى ولا اغاني ومشاعر من تحت الشرفة، كان زواجاً تقليدياً بحيث لا يكون للمرأة الرأي الاول والاخير. ثمرة هذا الزواج تتوجت بأربعة ابناء ومن المؤكد ان التفاني في الزواج تم توريثه الى الأبناء. فبنظر ابو طوني وام طوني التفاهم مفتاح الزواج الناجح بعكس ما يحدث في ايامنا هذه، فترة تعارف طويلة، زواج ومن ثم الطلاق.
ابو طوني اصبح على عتبة المئة سنة وما يزال مدركاً للأمور من حواليه وام طوني بجانبه.عندما سألتها عن الطريقة التي كانوا يحتفلون بها بهذا اليوم اي «عيد الحب» تبتسم ام طوني بخجل وكأن فكرة الحب ما زالت مختبئة في هذه الثمرة التي دامت سبعين سنة وما زالت.
ربما الحب كما يقال هو «معاملة» الوقوف الى جانب الآخر بكل ما في الحياة من مطبات. بعيداً عن الكلمات المزخرفة والمصطنعة.
تقول الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق في كتاب «مزاج مراهقة»: «الحب مثل الورود التي تهدى الينا في المناسبات الغالية، ترميها مع المهملات بعد ان تذبل..يستحسن ان تظل بغصونها ها حيث نذهب اليها نحن كلما اشتقنا اليها لا ان تُجيئنا ملفوفة بأوراق السيلوفان واشرطة جميلة لا معنى لها».
كل عيد حب وانتم بخير.