{ لم تفعل قنبلتا هيروشيما وناغازاكي مجتمعتين ما فعلته الحرب السورية التي حصدت حتى الآن اكثر من 210 آلاف قتيل ومليوني جريح ما يساوي خسائر ثلاث قنابل ذرية بحجم التي سقطت على اليابان.. والفرق ان الدمار في سوريا لم تتسبب به القاذفات الاميركية العملاقة ب «52»، والقتلى لم يسقطوا على يد جنود المارينز، وبراميل البارود لم تلقها قوات التحالف الغربي، وامارة الرقة لم تستقل بها واشنطن بل «داعش» ومعارك حلب لم يخضها جنود البنتاغون بل جيش النظام مقابل الجيش السوري الحرّ.
لم ينته حصاد الموت بعد في سوريا فلا المدارس ولا المستشفيات ولا الامهات الثكالى ولا المدن المدمرة ولا العملة المنهارة لديها من الوقت لتسأل «الحق على مين».. فالنتيجة واحدة بالنسبة للذين يأكلون العصي.
لم تشبع آلات الموت السورية من دماء السوريين، ولم يصل العدد الى المليون ضحية، اذ يبدو ان كثيرين يحلمون بالوصول الى هذا الرقم لأن زمن مصاصي الدماء عاد ليرسم خريطة دولته بجثامين ودماء واوردة واعناق اطفال سوريا.. ويقولون انها حرب نظام ومعارضة فهل توجد اصلاً ديموقراطية حتى نتحدّث عن ذلك؟؟
أنطوان القزي
tkazzi@eltelegraph.com