كتب بيار سمعان
عندما تتحدث الى عضو مجلس ادارة «بنك اوف سيدني» يخيل اليك انك امام رجل عصامي اكتسب الهوية اللبنانية بالولاء والمحبة والعشق للبلد الذي خدم فيه سفيراً لاستراليا. فهو يعرف تاريخ لبنان القديم والحديث منه، ويعرف جغرافية لبنان واحب شعب لبنان المضياف الذي، رغم كل معاناة ومآسي الحروب، لا يزال يبني ويثقف ويفاخر في تجاراته واستثماراته.
لكس بارتلم يحمل في ذاكرته العديد من الاختبارات والذكريات خلال خدمته الديبلوماسية في لبنان. جرى احتجازه بقوة السلاح في بيروت، وعاين ويلات حرب تموز بين حزب الله واسرائيل وعمل «كام الصبي» على اخلاء الاستراليين من لبنان. انه يأسف لانقسام البيت اللبناني ويأمل ان يتفاهم اللبنانيون حول مستقبل لبنان ويتحدوا من اجل المصلحة العليا للبلاد وخير المواطنين.. ورغم كل معاناته وتحسره يحمل لكس المحبة للبنان وينتظر بفارغ الصبر ان يعود اليه.
اجرينا معه حديثاً حول مسؤولياته الجديدة في بنك اوف سدني وطرحنا عليه مجموعة من الاسئلة، نظراً لخدمته المميزة.
للمصرف 16 فرعاً في مناطق هامة ولدينا خطة عمل تتلاءم مع تمنيات الزبائن وتتخطاها
في العمل الديبلوماسي الى العمل المصرفي.. هل تعتقد ان خبراتك السابقة ستساهم في مساعدة المصرف والمجتمع؟
ساعدتني الظروف لكي اعيش في لبنان لاكثر من ست سنوات. سنتان في مطلع 1980 وبعدها مدة اقصر سنة 2006 ثم في سنة 2010 حتى 2014 حيث كان لي الشرف ان امثل استراليا كسفير لها في لبنان. وانا اعشق لبنان وشعبه.
انه بلد غني بتاريخه وحضارته وعاداته وفريد في موقعه كمعبر بين الشرق الاوسط واوروبا. واعتقد انه بوجود محيط ملائم وآمن، ومع الأخذ بعين الاعتبار قوة ومواهب ونشاط لبنانيي الانتشار الذين يفوق عددهم سكان لبنان ويغطون مبدئياً العالم كله. هذه العوامل كلها اذا جمعت في اجواء صالحة بامكانها ان تؤسس لاقتصاد ضخم ويغير مجرى حياة اللبنانيين ويوفر لهم فرص الانماء التي يستحقونها . وانا راغب ان اتابع مشاركتي بأية وسيلة ممكنة لكي احقق ذلك واطور العلاقات بين بلدينا (استراليا ولبنان).
كسفير سابق في لبنان، كيف ساعدك هذا المركز على التقرّب اكثر من الحضارة اللبنانية لكي تؤهلك لتبوؤ المركز الذي تحتله الآن في «مصرف سيدني»؟
ان تجربتي كسفير الى لبنان كانت اختباراً مميزاً وشرفاً لي. ساعدتني على لقاء اناس من مختلف المشارب، اناساً في مراكز رفيعة في الحكومة، اكاديميين، رجال اعمال وابناء قرى صغيرة ونائية داخل لبنان. لقد تجولت كثيراً في لبنان. وهذا كان مستحيلاً سنة 1980. لقد عاينت جمال لبنان الرائع. من طرابلس الى عكار والى وادي قاديشا، ومن البقاع وراشيا، الى النبطية وصور في الجنوب ومعظم الامكان فيما بينها.
لقد اختبرت الضيافة التي يشتهر بها اللبنانيون والترحاب الدافئ اينما ذهبت. تعلمت الكثير عن تاريخ لبنان والعادات والحضارات واكتسبت معرفة عميقة للبلد والصعوبات التي واجهها اللبنانيون خلال عشرات السنين وما يزالون. لقد كنت حقاً محظوظاً للعيش في لبنان. ونتيجة لذلك، يحتل لبنان موقعاً خاصاً في قلبي.
ما الذي دفعك لقبول هذا المنصب وما هي مشاريعك للمساعدة على انماء وتطوير مصرف سدني؟
انا متشوق لكي ابني علاقات ممتازة بين استراليا ولبنان. ان العلاقات المباشرة من شخص لآخر ومن شعب الى شعب هي نامية ومتينة. لكن العلاقات على المستوى التجاري يلزمها المزيد من الوقت والتطوير . بنك اوف سدني يمثل اهم استثمار لبناني في استراليا. وهو خطوة جريئة تثبت الثقة العالية في العلاقات والقدرة التجارية من قبل المصرف الأم في بيروت بقيادة الرئيس الاداري العام الدكتور سليم صفير.
ان دوري كأحد كوادر الادارة وكعضو في غرفة التجارة والصناعة الاسترالية اللبنانية تسمح لي ليس فقط ان ادعم تلك الثقة بل ان اعمل ايضاً ضمن فريق عمل مصمم على بناء علاقات تجارية بين استراليا ولبنان بنوع خاص ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام، لكي تبلغ مستوى من المتطور يتلاءم وينسجم مع العلاقات المتينة القاتمة بين الشعب الاسترالي والشعب اللبناني ثم شعوب منطقة الشرق الاوسط.
ما هي برأيك التحديات التي يواجهها بنك اوف سدني في اجواء المزاحمة من مصارف كبرى وضخمة؟
بالطبع يوجد العديد من التحديات. لا يزال بنك اوف سدني في طور البناء الذاتي وهو جديد نسبياً. لكن خلال السنوات القليلة، تمكّن المصرف على التوسع ولدينا الآن 16 فرعاً تتوزع على الاماكن الهامة. وهو يتابع منهجية بناء شبكة اوسع لكي يتمكن بنك سدني من توفير الخدمات. ويعمل المصرف الآن على تطوير تكنولوجيا جديدة لكي تتلاءم مع حاجات ومتطلبات الزبائن. لكن الفرق الاساسي بين بنك اوف سدني وآخرين، هو ان الزبون لدينا، حين يواجه اية مشكلة ويريد معالجتها مع شخص مسؤول، هنا يظهر الفرق بيننا وآخرين مع اعطائنا الأهمية القصوى للعلاقات المتينة مع الزبائن.
ما الذي يجعل «بنك اوف سيدني» مميزاً عن غيره من المصارف؟
الصفة البارزة في بنك اوف سدني والتي تجعله مختلفاً عن الآخرين تكمن في اهمية التركيز على العلاقات مع الزبائن، وهي علاقات شخصية بامتياز تقوي الثقة المتبادلة بين الطرفين وتساعد على تقديم خدمات من الدرجة الاولى.
وتأمل ادارة المصرف ان يصبح الاول والافضل على هذا المستوى، كما تهدف الى تطوير هذه العلاقات المبنية على التفاهم وتقديم الخدمة الملائمة بالرغم انه لا يزال فتي العهد. فالشجاعة والاقدام والملكية والتعاطف والاحترام هي من الأسس الجوهرية التي تهدف الى ان تكون مقياساً لنا من خلال تقديم خبرة مصرفية مختلفة.