لا اصدقاء ولا أعداء في السياسة، وما حصل بين الصديقين الحميمين طوني آبوت وفيليب رادوك دليل لا يقبل الشك على ان المصالح هي التي تتحكّم بالعلاقات وليست الصداقة، على الأقل في عالم السياسة. فمواطنو نيو ساوث ويلز لا يتخيلون طوني آبوت إلا والى جانبه فيليب رادوك، وهم الذين كانوا  يوسّطون رادوك بإقناع رئيس الوزراء بحضور مناسباتهم.
سقط الأب الروحي للبرلمان الفيدرالي وعرّاب الأحرار وهو يتبادل العبارة ذاتها مع آبوت: فهو يقول «حتى انتَ يا بروتوس ابعدتني» في حين يقول آبوت «حتى انت يا بروتوس  غرّرت بي»!.
وضاع بروتوس الروماني بين الاثنين، والفرق ان فيليب رادوك لم يهاجم آبوت ولم يقم بانتقاضة على طريقة عصام ابو جمرة  ولم يعلن العصيان ولم يكشف الاوراق وهو اكثر العالمين بها. بل انه لزم الصمت وابتلع الموسى دون اي تعليق.. ربما لأن رادوك يدرك جيداً ان من يعمل في حقل السياسة عليه ان ينتظر الطعنات لأنها من مستلزمات العمل السياسي؟؟.

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com