mar2

صباح عبد الرحمن- سدني
الفن التشكيلي هو إبداع وموهبة يضاف اليهما الدراسة والخبرة  لتتكون منهما شخصية الفنان الذي يضمن لنفسه الابداع والتواصل مع الجمهور وبشكل مستمر لعرض نتاجاته وبكل المدارس ومن ثمة يصل الى مدرسة من هذه المدارس التشكيلية  ليضمن لنفسه الاسلوب المميز به ، ولكن البعض لا يفضل الاختصاص والتقيد في مدرسة واحدة في لوحاته بقدر أن تشكل لوحات من  مجموعة  المدارس التشكلية ومنها الانطباعية والواقعية ومن ثمة التجريدة والتكعبية وغيرها من تلك التسميات في الفن التشكيلي حتى بتنا نسمع بالمدارس الحديثة في تكوين اللوحة وحسب مفهوم الفنان الذي يبني من أفكاره تلك اللوحة ومثال على ذلك نجد لوحة تتصف بالحداثة بالوان متداخلة يرى البعض منا انها غير مكتملة لكن الفنان الذي رسم هذه اللوحة نجده يفسر لوحة حسب مفهومه الخاص وبنوع من الفلسفة ونحن قد لا نقتنع بها أو قد نقتنع بها  ،ومن هذه الاحتمالات نقف عند معرض الفنانة التشكيلية (مارسيل منصور ) والذي اقيم معرضها في احدى قاعات متحف في نورث سدني وبحضور جمهور نخبوي جلهم من الكتاب ورجالات الاعمال وبعض الصحفيين وبرعاية النائب
طوني عيسى  وتخلل الافتتاح كلمات عدة أشادت باعمال الفنانة   ومن ثمة كرمت مارسيل بدرع الابداع من قبل مؤسسة  سواقي للثقافة والفنون والرياضة قدمه لها الدكتور علاء العوادي رئيس المؤسسة و بمعية الاب الاديب يوسف جزراوي والشاعر حيدر كريم لجهودها الحثيثة في الفن التشكيلي  وتخلل الافتتاح تقديم الزهور والهدايا التكريمية من قبل الحضور والغريب في المعرض إن بعض الحضور كانوا يتساءلون عن المعرض ومكانه والحقيقة كانوا أنفسهم يتجولون داخل قاعة العرض ، قد تكون هذه حكاية غريبة ولكنها الحقيقة السبب يعود الى إن المعرض لم يكن تقليدياً حاله حال المعارض التي تقام مثل اللوحات التشكيلية أو من المنحوتات الفنية بل كان مكونا من لوحات صغيرة نسبياً  مؤطرة بتناسق توحي للناظر أنها لوحات ذات أبعاد مصمة للديكور  لانها تتشكل من الوان متحركة داخل أطارات  وقد يكون البعض يراها لاول مرة وبعد شرح مفصل من قبل الفنانة مارسيل لهذه اللوحات البعض أقتنع بها والبعض الآخر لم يستوعب على أنها لوحات معرض وعلى ما نعتقد أن هذا الفن المزوج بطريقة تكنولوجية هو واحد من التشكيل الحداثوي الذي يتكون من لباب أفكار الفنان  ليجعل هكذا أعمال ترقى الى التجديد ،وحينما سألنا الفنانة عن مغزى هذه الاعمال أكدت على انها أمكانية جديدة في إبراز اللوحة الى حيز الوجود وأن هذا الاسلوب طرح من قبل فنانين متجدين في فن التشكيل ولست أنا الاولى في هذا المضمار ولكننا حين تجولنا في المعرض وجدنا الجهد العالى المبذول في تصميم اللوحات التي تميل الى الرومانسية الحالمة في تكويناتها اللونية المتجسمة بشكل فني رائع  والتي أثارة إعجاب الكثير من الحضور حتى أن البعض من الحضور إقتنى بعض اللوحات لما فيها من جهد واضح من قبل الفنانة مارسيل وهو مزج حركة الالوان مع الضوء وبانسيابية عالية في التكنولوجيا ، وكل ما نريد قوله أن التشكيل واحد من الفنون التي يمكن معاصرتها في كل زمان ومكان لانها الفن الراقي الذي يواكب كل الاذواق وفيه من الجماليات التي تشد الناظر اليه ونعتقد أن تجربة الفنانة مارسيل منصور هي تجربة واعدة في الفنون التشكيلية لانها تعتمد على الاطلاع التام تجاه التجديد وستكون واحدة من نواة الحداثة ومواكبة العصر والزمان لما فيها من تصاميم تعطي الاريحية للمتلقي وتجعله يعيش في عوالم الرومانسية والاحلام ونحن بدورنا نشدو على يد الفنانة مارسيل منصورلجهودها في أقامة هكذا معرض يستحق الاعجاب