بعد ان نجا رئيس الوزراء طوني آبوت من محاولة الاطاحة بزعامته اذ صوّت 61 نائباً ضد 39 نائباً لإبقائه في منصب الزعامة تبين ان ستة وزراء قد صوتوا ضده مما اعتبر خيانة لـ آبوت.
فكان آبوت قبل اجراء التصويت قد حصل على تعهد من 70 نائباً ووزيراً بالتصديق لصالحه ولكن تسعة نواب ووزراء قد كذبوا عليه. واحد الوزراء كان يجري اتصالات مع النواب بالنيابة عن وزير الاتصالات مالكولم تيرنبل. ووصف آبوت بمحاولة الاطاحة بزعامته بأنها تجربة على حافة الموت.
غير ان آبوت بعد انتهاء التصويت اكد انه لن ينتقم من اي نائب او وزير قد صوّت ضده مع انه اعترف بالصدمة التي تلقاها من النواب الذين صوتوا ضده اذ لم يكن يتوقع ان يصل عددهم الى 39 نائباً.
وقال آبوت بعد ان نجا من المحاولة : «لقد استمعت وتعلمت الدرس «تغيرت» . غير ان الدعم له قد تقلّص كثيراً ووصل الى ثلثي النواب اذ من المتوقع ان يستمر آبوت رئيساً للوزراء حتى شهر حزيران يونيو للسماح لانتخابات ولاية نيو ساوث ويلز الشهر المقبل واصدار الموازنة الفيدرالية في شهر ايار مايو المقبل.
وقال آبوت انه يفضل ان تكون المعركة ضد حزب العمال وليس ضد النواب الاحرار. ويبدو ان النواب المؤيدين لـ تيرنبل قد قرروا ارجاء التحدي الى ما بعد اصدار الموازنة.
وقال النواب المؤيدون لـ آبوت ان مستقبله يكمن في آداء وزير الخزانة جو هوكي ومن الصعب ان يدافعون عن آبوت اذ افشل هوكي في اصدار موازنة مقبولة.
ويتوقع الخبراء السياسيون ان يقيل آبوت مديرة موظفيه بيتا كريدلين. وقال آبوت: «ان علينا جميعاً اعادة النظر في آدائنا وتحسينه في المستقبل» مع ان الضغوط لا تزال تمارس على آبوت بالإطاحة بـ جو هوكي الذي سبب الكثير من المشاكل لـ آبوت.
غير ان آبوت لا يزال مصراً على ابقائه في منصب وزير الخزانة.
ومن ناحية ثانية عرض زعيم المعارضة العمالية بيل شورتن مشروع قرار في البرلمان بسحب الثقة من آبوت ولكن نواب الاحرار قد عرقلوا المشروع.
تعليق من محرر الشؤون الاسترالية هاني الترك:
من الواضح ان آداء وزير الخزانة جو هوكي في التصميم والترويج للموازنة العامة التي لم تمر معظم بنودها في مجلس الشيوخ يشكل مشكلة كبرى لـ آبوت ومصير حكومة آبوت يكمن في الموازنة المقبلة التي يصدرها هوكي في شهر ايار مايو المقبل. واذا فشل هوكي في مهمته فهذا نهاية حكومة الإئتلاف وآبوت. لذلك فإن الداعمين لـ مايكل تيرنبل ينتظرون حتى شهر حزيران يونيو لمعرفة ردود فعل الموازنة لدى النواب وعامة الشعب. واذا كانت ردود الفعل سلبية فسوف يتحدى تيرنبل آبوت ولن يقتصر التحدي على سحب الثقة من آبوت فحسب. كما حدث في جلسة حزب الاحرار الأخيرة والتي نجا آبوت فيها من محاولة الاطاحة بزعامته.
فإن آبوت يواجه 39 نائباً متمرداً ضد زعامته وهم يخشون من خسارة مقاعدهم ولذلك مُنح آبوت فرصة اخيرة في تحسين آداء حكومته والا فإن الناخبين سوف ينقلبون ضده وضد نوابه وينتخبون زعيماً آخر وذلك تجنباً لهزيمة الإئتلاف في الانتخابات المقبلة.