} لم يعد التهجّم على مفتي المسلمين في استراليا د. ابراهيم ابو محمد محصوراً بوسائل الاعلام الاسترالية: اذاعة 2GB منذ اسابيع، وصحيفة «دايلي تلغراف» امس الاول اذ انبرى رئيس الوزراء طوني أبوت شخصياً للرد على المفتي وانتقاد مواقفه خاصة ما يتعلّق بالمطالبة بإلغاء «حزب التحرير». فالدكتور ابو محمد ضد الإلغاء، وهذه ليست المرّة الاولى التي ينتقد فيها المفتي مشروع قانون استرالي. فقد شهدنا منذ اسابيع الجدل بينه وبين الاعلام الاسترالي عشية وضع قانون جديد للإرهاب، وقبل ذلك حديثه في احد الإفطارات عن عنصرية موجودة في استراليا. واليوم يبدو ان الوضع العالمي في الحرب على الارهاب لم يعد يحتمل هذا التباعد لا بل التضاد في الرؤية بين د. ابو محمد والسلطات الاسترالية ممّا جعل الصراع الاعلامي يطفو على السطح.
فهذه الحالة، ان استمرت ليست في صالح الجالية العربية والاسلامية، فالمفتي اولاً واخيراً هو مرجعية للمسلمين في استراليا وهو مواطن استرالي اسوة بكل الذين ينتقدونه في الاعلام. يبقى ان التناغم حول التوجهات هو المشكلة.
هناك اذن حالة غير صحية يجب ان تعالج بطريقة او بأخرى، اذ لا يجوز ان يبرز السجال بين ابوت والمفتي في العناوين الكبيرة وكأنه صيد ثمين؟!. فلا احد يفرح بذلك في وقت تحتاج استراليا الى التكاتف والتعاضد والنظرة الموحدة الى الأمور تحت شعار الاحترام والمواطنية.
أنطوان القزي
tkazzi@eltelegraph.com