التخندق العشائري يدمّر الشعوب والمجتمع سرعان ما ينهار إذا قام على أسس عسكرية».
يزور سدني حالياً د. خزعل الماجدي ليشارك كضيف شرف في المؤتمر الدولي الثاني للمنتدى الثقافي الاسترالي العربي في جامعة غرب سدني في 9 و 10 أيلول سبتمبر الجاري بدعوة من رئيسة المنتدى الدكتورة أميرة عيسى.
عنوان المؤتمر هو» الحوار مع الذات ومع الآخر، قراءة في سمات اللحظة البشرية القادمة».
برنامج المؤتمر نُشر سابقاً على موقع «التلغراف».
د. الماجدي هو أكاديمي و باحث في علوم وتاريخ الأديان والحضارات والأساطير، كاتب مسرحي وحاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا عام 1996 . عمل في الاذاعة والتلفزيون والمجلات والصحف العراقية واتحاد الادباء والكتاب ودائرة السينما والمسرح بين الاعوام «1973-1998» ثم عمل استاذا جامعياً في جامعة درنة في ليبيا «1998-2003» وفي هولندا ، حاضر في جامعة لايدن وعمل في عدد من الجامعات العربية المفتوحة في أوروبا ، أصدر 107 كتب . وترجمت له كتب ونصوصٌ باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والرومانية والفارسية والكردية .
تناولت كتبه حقول الحضارات والأديان والمثولوجيا ، وكان تركيزه منصبّا على التاريخ القديم وعلى العلوم التي تناولت هذه الحقول . وكتب في الإستشراق وتاريخ الفن والأدب .
في حقل الشعر والمسرح صدرت له أعمال مسرحية و مجاميع شعرية كثيرة ثم أصدرها في سبع مجلدات من الأعمال الشعرية ، وله كتاب نظري شامل عن الشعر بعنوان (العقل الشعريّ) .
له أكثر من ثمانين محاضرة فكرية وثقافية عامة في أوربا وكندا ومشيغان والعالم العربي في السنوات العشر الأخيرة ، بعضها مسجّل ومتاح في قناته الخاصة في اليوتيوب .
عضو اتحاد الادباء والكتاب في العراق واتحاد الكتاب العرب واتحاد المسرحيين العراقيين والمركز العراقي لحوار الحضارات والاديان في بغداد . واتحاد المؤرخين العرب وعضو أكاديمية شرق غرب الرومانية ،وعضو المجمع الفلسفي العربي.
صدر له مؤخراً كتابين هما : الحضارة الآشورية ، الحضارة اليمنية … وسيصدر له قريباً كتاب الحضارة الصينية والحضارة الإيرانية. .
«التلغراف» استضافت د. الماجدي في مكاتبها ترافقه رئيسة المنتدى د. أميرة عيسى ود. هبة مهتدي المحاضرة في جامعة غريفيث في برزبن.
وكان حديث مع الزميل أنطوان القزي أضاء فيه د. الماجدي على جوانب كثيرة آرائه.
إستهل الماجدي اللقاء قائلاً:» أنا ضد نظام المحاصصة لأنه نظام مدمّر، والأصح هو التعامل مع الناس دون ذكر أديانهم كي نصل الى درجة العالم المتحضر.
في أوروبا مثلاً، يعيش الناس بناءً على حضاراتهم وليس طبقاً لمرجعياتهم الدينية.
وعلى الناس أن يرتفعوا عن جذورهم القومية والدينية ليساهموا في تحرر المجتمع.
فالتخندق العشائري لا يفيد بل يدمّر الشعوب، والمجتمع سرعان ما ينهار إذا قام على أسس عسكرية».
وعما بقي اليوم من أسس ومبادئ الحضارات القديمة، يقول د. ماجدي: «نحن نحافظ على المبادئ ولكن الصيغة خطأ، علينا ان نركز على علم الإنسان بثقافته وقيمته».
وعن هجرة المجموعات الدينية من الشرق يقول د. ماجدي: «كل المجتمع العربي والإسلامي يهاجر ويلجأ الى بلدان أخرى لأنه يريد حرية أكبر. وليس العراقيون وحسب هم الذين يهاجرون، فنحن أمام كتلة من المهاجرين ليس فقط من العالم الإسلامي، أنظر الى أفريقيا مثلاً ومهاجري المراكب».
وعن أسباب الهجرة ، «فهي بسبب التخندقات السياسية والطائفية والحزبية وعدم وجود الحرية فإنهم يهاجرون بسبب الظلم السائد.
نعم، فقدان التنوع الإثني والعرقي هو مخيف ومريع، ولكن ما الذي نفعله أمام القسرية الظالمة التي تجعل الناس مميزين عرقياً، وللأسف هناك عرقيات إضمحلت وإنتهت.
فأنا متشائم من مستقبل المجتمع العراقي لأن ما أراه وأسمعه كارثي، فالثروات تُسرق من دول مجاورة، والمال يُصرف على مشاريع توسعية، والدولة لم تبن عمارة واحدة ولم تفتح شارعاً واحدأ أو مدرسة واحدة، فالمستقبل جداً مخيف ومدمّر».
وعن الفرق بين ثقافة العراقيين المهاجرين وثقافة الداخل يقول الماجدي: «لا أميّز بين ثقافة الداخل وثقافة الخارج، فالذين يكتبون في الخارج فإنهم يكتبون عن وطنهم. والقضية هي في المستوى وليس في المكان الذي نكتب فيه والمطلوب هو المستوى الراقي».
وعن حال الثقافة العراقية راهناً يقول: «بين الأربعينات والسبعينات من القرن الماضي كانت الثقافة العراقية في عهدها الذهبي، وفي نهاية السبعينات توقفت فاعليتها وهاجر كثيرون خصوصاً اليساريين، فنحن نشأنا على رواد عراقيين لامعين مثل: نازك الملائكة وبدر شاكر السيّاب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي».
مسؤولية ما حلّ بالثقافة العراقية تقع على الديكتاتورية وإنهيار النظام والطائفية.
فالمطلوب هو الترفع عن الدين والقومية والعرقية. والمثقف الحقيقي هو تنويري.