بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

لن اتحدث عن الصناديق الانتخابية التي اختفت، ولا عن الاشكالات والتجاوزات ولا عن الاتهامات المتبادلة، لأنها من المستلزمات العادية في كل انتخابات لبنانية… لكن ما فاجأني هو التصاريح الصاروخية لبعض الفائزين: هنا سنفعل كذا وكذا، وهناك استرجاع سجال ما قبل الانتخابات، وهنالك تهديد بعرقلة تشكيل الحكومة، وكأن كلام الليل قبل الانتخابات محاه كلام النهار ما بعدما.
تحضرني نكتة سرت قبيل الانتخابات عندما كان يطل المرشحون على الشاشات يتحدثون بكل مثالية وطوباوية عن برامجهم.
تقول النكتة: « ان المغتربين والسياح عندما سمعوا هذا الكم من الخطط والمشاريع والبرامج حزموا امتعتهم ووقفوا بالطوابير ليعودوا وينعموا بسويسرا الشرق التي تحدّث عنها المرشحون»؟!
يا جماعة، لو افترضنا اننا سنكمل الجزء الثاني من النكتة ونقول: «ماذا لو سمع هؤلاء المغتربون خطابات المرشحين الفائزين النارية كيف تحوّلت بين ليلة وضحاها من شمّ الورد الى لسعة الأفعى، وماذا لو رأوا 7 ايار الجديد امس الاول: دراجات واحراق صور واشكالات؟
انتظرنا الانتخابات تسع سنوات، وفرحنا بانجازها لكننا حزننا عندما سمعنا كلاماً مؤلماً من أناسٍ عوّدونا على الشفافية و»الطراوة» ..
الى متى سنقلع عن العادة المرشح الذي يتمسكن حتى يتمكّن .. وعندما يشتد عوده ينسى وعوده؟!