هدّدت الولايات المتحدة بـ »إجراءات حازمة ومناسبة« ضد دمشق في حال انتهك نظام الرئيس بشار الأسد اتفاقاً لوقف النار في درعا، وذلك غداة إلقاء الجيش السوري منشورات فوق المحافظة الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة. في الوقت ذاته، توصل الجانبان الأميركي والتركي إلى »خريطة طريق« للتعاون في ضمان الأمن في منبج في الشمال السوري.
وكشفت وزارة الخارجية السورية أنها »سلمت السفيرين الروسي والإيراني في دمشق لائحة بأسماء أعضاء لجنة مناقشة الدستور الحالي، والذين تدعمهم الحكومة السورية«. لكن البيان الصادر عن الوزارة ونُشر في وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، اتسم بالغموض، لجهة هل كانت الحكومة تسمي أعضاء لجنة خاصة بها أم أنها ترشح أعضاء للجنة الدولية؟ كما أنها لم تذكر أسماء من اختارتهم.
وتُعتبر مسألة اللجنة الدستورية واحدة من قضايا الخلاف بين نظام الرئيس بشار الأسد والمجتمع الدولي والمعارضة السورية، إذ يرفض النظام تعديل الدستور الحالي، معارضاً بذلك مبادرة الأمم المتحدة لوضع دستور جديد تشارك في صوغه الحكومة والمعارضة والمستقلون. وتلقت هذه الجهود دفعاً بعدما ضغطت روسيا على دمشق قبل أيام.
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً في وقت متقدم من ليل الجمعة- السبت، أعربت فيه عن »قلقها« من هذه الأنباء، مشيرة إلى أن المنطقة المعنية تقع ضمن مناطق خفض التوتر التي اتفقت عليها مع روسيا والأردن العام الماضي.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت: »نحذر النظام السوري كذلك من القيام بأي تحركات تهدد بتوسيع النزاع أو زعزعة وقف النار«، مضيفة أن »الرئيس دونالد ترامب أعاد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأكيد الاتفاق خلال اجتماع في فيتنام عُقد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي«. وأوضحت أن الولايات المتحدة »بصفتها ضامنة لمنطقة خفض التصعيد هذه بالاشتراك مع روسيا والأردن، ستتخذ إجراءات صارمة ومناسبة للرد على انتهاكات نظام الأسد«.
ووفق مصور لوكالة »فرانس برس«، فإن المنشورات التي أُلقيت على درعا تحمل صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق: »لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح… اترك سلاحك قبل فوات الأوان«. وتتوجه هذه المنشورات التي تحمل توقيع »القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة«، إلى أهالي درعا تدعوهم إلى مشاركة الجيش في »طرد الإرهابيين«.
ويتوقع أن تكون درعا التي تتشارك حدودها مع إسرائيل والأردن، بين الأهداف المقبلة لعمليات النظام العسكرية، حيث أُرسلت تعزيزات إلى المنطقة بعد انتهاء المعارك ضد تنظيم »داعش« في دمشق وطرده منها الأسبوع الماضي. إلا أن موقع درعا يجعل من أي عملية واسعة فيها أمراً غاية في الحساسية، إذ تشتبه إسرائيل بأن إيران تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري قرب الحدود.