بقلم هاني الترك

By Hani Elturk OAM

منذ عدة عقود حاول فيها العلماء الاتصال بالكواكب الاخرى لمعرفة فيما اذا كانت توجد فيها كائنات عاقلة دون نجاح.. ورغم ذلك فإن العلماء يصرون من الناحية النظرية انه لا بد من وجود كائنات عاقلة في الكون الفسيح.
احد الخبراء العالميين في علم الفضاء هو العالم الاسترالي بروفسور ماثيو بيلز عين رئيساً لمشروع Breakthrough listen لإجراء البحث الجدي بتكنولوجيا متقدمة عن الكائنات العاقلة في الفضاء.. وذلك بعد ان تبرع بصورة مبدأية الملياردير الروسي يوري ميلينز بمئة مليون دولار للمشروع الذي يمتلك اكثر من 3 مليارات دولار يريد ان ينفقها على الاكتشافات العلمية فهو مولع بالعلوم وخصوصاً بعلوم الفضاء.
ومن المتوقع ان يقوم بيلز بإجراء الابحاث من خلال الراديو التلسكوبي باركس في نيو ساوث ويلز ومن خلال الراديو التلسكوبي الثاني في غرب فيرجينيا في الولايات المتحدة.. وهما اهم قاعدتين لرصد المعلومات من الفضاء.. واطلق اكبر عالم في الفيزياء والرياضيات في العالم ستيفن هوكينغ مشروع Breakthrough listen على مدى 10 سنوات لإجراء الابحاث المتقدمة في كل من استراليا والولايات المتحدة.
وبروفسور بيلز الخبير في علوم الفضاء يستعمل القاعدة الفضائية باركس والتي فيها راديو تيلسكوبي منذ عدة عقود لرصد الاصوات القادمة من الفضاء الفسيح..
وهناك مركز لرصد الذبذبات الفضائية في كوينزلاند.. وسوف يقوم بروفسور بيلز ببناء كومبيوتر ضخم يعمل في برج المراقبة في الراديو التلسكوبي باركس من اجل رصد اي معلومات تأتي من الفضاء. وهو يجري الاتصالات مع القاعدة الفضائية ناسا ومع الراديو التلسكوبي في غرب فرجينيا.
ويعتقد العلماء في انه لابد من وجود كائنات عاقلة وحياة بيولوجية في الكواكب البعيدة مشابهة في طبيعتها لكوكب الارض من حيث بعدها المناسب عن الشمس ووجود الماء فيها وهما اساسيان في نشوء الحياة ومن ثم احتمال وجود كائنات عاقلة فيها.
فإن عمر كوكب الارض 4 مليارات عام في حين ان عمر الكون حوالي 16 مليار عام ومن ثم يرى العلماء انه لابد من ان هذه الكائنات لو وجدت متقدمة عنا في النواحي العلمية والتكنولوجية والاجتماعية وحتى الروحانية… وعددها يوازي تقريباً عدد حبات الرمل في الكرة الارضية.
ويرتبط بعض الكائنات العاقلة بإحتمال صحة الصحون الطائرة UFO اذ يرى البعض انها قادمة مع الكائنات العاقلة والمتقدمة علينا علمياً وتكنولوجيا.. ولكن الواقع ان العلماء الذين يعتقدون بوجود كائنات عاقلة في الفضاء ان القوانين الفيزيائية والرياضية التي تنظم تلك الكواكب مختلفة عن القوانين الفيزيائية التي تنظم كوكب الارض.
ولكن ما يثير عجب العلماء ان تلك الكائنات لم ترد على الرسائل التي أُرسلت من الارض عبر الراديو التلسكوبي الى الكواكب العبيدة.
وهناك بعض الافتراضات النظرية اولها ان تلك الكواكب تقع على بعد كبير عن كوكب الارض حيث ان الكوكب يقع على طرف مجرّة الطريق الحليبي Milky Way وهي من اصغر المجرات في الكون.. ومن ثم لا يمكننا ان نصل الى الكواكب فيها بالتكنولوجيا التي في حوزتنا. وطبقاً لنظرية البرت انشتاين فإنه لا يمكن السفر اكثر من 300،000 كيلومتر في الثانية وهي السرعة القصوى وبالتالي لا يمكننا السفر الى تلك الكواكب إلا بعد تقدم التكنولوجيا التي في حوزتنا.
وهناك اقتراح آخر وهو ان تلك الكائنات قد تقدمت بدرجة كبيرة وربما حدثت كارثة طبيعية او حرب نووية دمرت تلك الحضارات.
وهناك اقتراح آخر بأن تلك الكائنات لا تريد ان تتعرف علينا ولا تريد استعمار كوكب الارض لأننا لا نمثل اي اهمية لها.
والاقتراح الاخير انه لا توجد كائنات عاقلة في الكون باستثناء كوكب الارض مع ان هذا الاقتراح بعيد الاحتمال.