{ تحوّلت قضية اللاجئين في اوروبا الى عنوان استرالي داهم لتقسم الاحزاب على نفسها،  ففي الوقت الذي رفض فيه رئيس الوزراء طوني آبوت التجاوب مع الدعوة لزيادة عدد اللاجئين  الى استراليا، نرى رئيس حكومة الولاية الاحراري مايك بيرد يدعو الى التحرّك السريع للمساهمة الانسانية في حلّ قضيتهم. كذلك اطلقت مجموعة من نواب الإئتلاف الفيدرالي نداءً موجهاً الى رئيس الوزراء كي يعيد النظر في موقفه.
وعلى الجانب العمالي هناك اصوات لا تظهر الى العلن من يمين العمّال تتناغم مع موقف آبوت.
ويبدو ان هذا الموضوع يشبه تصويت الضمير وليس التصويت الحزبي، فاللاجئون قضية انسانية غير خاضعة للسجالات السياسية، ومشهد الطفل الكردي إيلان لامست مشاعر كل الناس بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية وهذا ما بدا ايضاً في اوروبا اذ اجمعت حكومات اليمين واليسار على الاهتمام بإيوائهم.
واذا عدنا الى استراليا، وفي الحسابات الانتخابية الفيدرالية نرى ان آبوت قد يبقى على موقفه عشية الانتخابات المقبلة، ونحن نذكر قضية الباخرة «تامبا» وتشدّد جون هاورد آنذاك لتصبح تامبا مفتاح فوزه الانتخابي. وآخر استطلاعات الرأي تشير الى ان آبوت يحتاج الى اللعب على وتر المهاجرين كي يضمن تأييد «الاستراليين البيض».

أنطوان القزي

tkazzi@eltelegraph.com