اذا كانت الجلسة النيابية الـ 37 لانتخاب رئيس للجمهورية امس لم تخرج في سياقها الرتيب عن الجلسات السابقة ، فان جانباً حاراً وحيوياً بدأ يدب تدريجاً في المشهد الداخلي من زاوية الاستعدادات الجدية لاجراء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها المقررة ابتداء من الأحد 8 أيار المقبل. والواقع انه على رغم سيل الشكوك المبررة التي أثيرت حول هذا الاستحقاق الانتخابي البلدي، فان مجمل المعطيات والمعلومات يشير الى مضي التحضيرات قدماً نحو اجرائه، ولم يكن اعلان «تكتل التغيير والاصلاح» أمس اسم مرشحه للانتخاب الفرعي النيابي في جزين أمل أبو زيد سوى اثبات لجدية السير نحو الانتخابات، علماً أن الانتخاب الفرعي لملء المقعد النيابي الشاغر في جزين سيجرى بالتزامن مع الانتخابات البلدية والاختيارية.
وستكتسب الاستعدادات للانتخابات البلدية جديتها النهائية مع اصدار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق غدا السبت مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات والذي تأخر صدوره بعض الوقت بفعل عمليات تصحيح وتنقيح للوائح الشطب. وفي ضوء المعطيات المتوافرة لدى «النهار» في هذا السياق يبدو من المستبعد تماماً نشوء أي عامل من شأنه تعطيل الانتخابات وفق المسار الجاري سواء في ما يتعلق بالاجراءات اللوجستية التي باتت ناجزة او بمواقف القوى السياسية والأهلية حيث بدأت عمليا التحضيرات للانتخابات على أساس انها حاصلة لا محالة. وتشير المعلومات الى ان المسؤولين اللبنانيين يؤكدون لجميع السفراء والزوار الديبلوماسيين الذين يدأبون على تشجيع لبنان على اجراء هذا الاستحقاق في موعده أن الانتخابات ستجرى وان لا شيء يحول دونها مبدئياً ان حماية العمليات الانتخابية مؤمنة تماما باعتبار ان الانتخابات ستجرى على أربع مراحل كل أحد في كل المناطق الامر الذي سيمكن القوى الامنية من توفير امن الانتخابات بكل راحة وحرية.
غير ان جانباً آخر من الواقع الأمني حضر أمس في زيارة الوزير المشنوق الرسمية للعاصمة البريطانية في ظل تفجيرات بروكسيل الارهابية وهو يتصل بأمن مطار رفيق الحريري الدولي. وبدا لافتا ان المشنوق اكد عقب لقاءاته في لندن انه سيعطي الأولوية فور عودته الى بيروت لمعالجة الثغرات الامنية في مطار بيروت، محذراً من «أن الثغرات في المطار قد توازي تلك التي كانت موجودة في مطار شرم الشيخ وتسببت بتفجير الطائرة الروسية وذلك حسب التقارير الغربية»، وشكامن ان «التجاوب كان محدوداً في مجلس الوزراء الذي لم يأخذ في الاعتبار حجم الأخطار وانعكاساتها السلبية على سمعة مطار بيروت الدولية». واعلن انه التقى قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط وأعطاه التعليمات «بضرورة رفع الجهوزية الامنية في مطار بيروت بالاضافة الى الطلب من مختلف الاجهزة الامنية رفع درجات الحيطة والحذر وتشديد الاجراءات الاحترازية». وقام المشنوق الذي يرافقه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم ورئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان ووفد أمني بجولة على مطار لندن سيتي لمعاينة التجهيزات المتطورة فيه.
بري
وفي كلمة ألقاها في حفل اطلاق ادارة التبغ والتنباك «مشروع التنمية المستدامة للسنة 2016»، اعتبر الرئيس بري ان «سلام لبنان وعبوره الى الدولة لا يمكن ان يتحقق الا خارج التحالفات والخطوط ولا يمكن ان نلمس مصلحة لبنان المقيم والمغترب الا خارج الاصطفافات ولعبة شد الحبال الجارية حالياً في أكثر من مكان». وشدد على ان «الوقائع الضاغطة على لبنان يمكنها ان تجد طريقها الدستوري بمجرد عبور لبنان للاستحقاق الوطني المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية وعدم الاستمرار في لعبة الغميضة الجارية أو بالأحرى لعبة اعماء لبنان لان تغييب رأس الدولة يسحب نفسه في تعطيل التشريع وتقييد أيدي مجلس الوزراء». وكرر ان «هذا الاستحقاق يجب ان يكون قريباً وهو ثمرة نضجت وأخشى سقوطها».