أكد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله ان الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم بالمواطنين في القاع وصلوا إليها من جرود عرسال وليس من مخيمات النازحين، مطمئناً الى ان الوضع الأمني ممسوك. وكان يتكلم في خطاب متلفز عبر «المنار» في «يوم القدس العالمي» بعدما الغى «حزب الله» الاحتفال المركزي في مجمع «سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية لأسباب امنية.
واستهل بالتأكيد أن «هناك أنظمة وعروشاً عربية تعمل في العلن لخدمة اسرائيل من أجل المحافظة على عروشها». واعتبر ان «كل ما يجري في منطقتنا تحت عنوان الحرية والديموقراطية مجموعة من الأكاذيب، والهدف هو تدمير شعوب المقاومة وحركاتها، وتمزيقها وتفتيتها من اجل حماية اسرائيل وبقائها في المنطقة».
وأضاف أن «هناك قوة حقيقة موجودة اليوم على رغم الدمار المنتشر في المنطقة، اسمها «حزب الله» وتملك قوة وتواجه التهديد بالتهديد والردع بالردع والصاع بالصاع، وتملك الحزم لمواجهة اسرائيل». وأفرد حيزا لافتاً في كلمته للحديث عن الاوضاع الامنية في لبنان متوقفاً عند التفجيرات الارهابية في بلدة القاع، وقال: «الهجمات الارهابية في القاع شكلت تطوراً خطيراً، ونحن نددنا بهذه الاعتداءات وتضامناً مع أهل القاع وهذا أدنى الواجب الأخلاقي والديني، والله تلطف بالجميع . القاع، البلدة البقاعية المسيحية، هناك استهداف لها ولأهلها. ومن خلال التحقيقات الامنية الجارية اعتقد انه خلال فترة وجيزة سيكتشف البعض من هو المدير والمشغل الذي ارسلهم الى القاع عن اصرار وتصميم. هذا يحكى عنه في وقته، وكل المعطيات والمعلومات تؤكد انهم لم يأتوا من مخيمات النازحين، انما جاؤوا من جرود عرسال، من داخل سوريا ربما ولكن، هل باتوا في الجرود لدى داعش، التي تحظى بالتموين اللازم ومحمية من بعض القوى السياسية. باتوا في الجرود وتم تحضيرهم للعمليات. شهر رمضان شهر الرحمة، هو شهر القتل عندهم ليقوموا بطقوسهم الدينية، اذ اننا امام القتل للقتل». واذ دعا الى عدم استغراب استهداف القاع لان البعض يرى ان استهداف الجماعات الارهابية يقتصر على «حزب الله» وبيئته لانه يقاتل في سوريا. وتابع: «لماذا جاء الثوار وفاجؤوكم بالاعتداء على القاع واهل القاع الذين ليسوا شيعة، هي بلدة مسيحية ولم تقاتل في سوريا وليست بيئة حاضنة وبلدية القاع منتمية الى خط سياسي معارض للحزب ويؤيد الثوار في سوريا. هناك من سيقول ان الاعتداء من اجل الضغط على الحزب للخروج من سوريا «. وعن التفجيرات الانتحارية في مطار اسطنبول قال ان هجمات تنظيم «داعش» حصلت على الرغم من انه لا يفترض ان ينفذ عمليات في تركيا لأنها تساعده ولكن عقيدة التكفير هي السبب».
وختم مطمئناً اللبنانيين بأن الوضع الامني ممسوك وافضل من دول عدة اخرى. وتوجه الى اللبنانيين انه «لولا الحرب الاستباقية لكنتم ستجدون 8 انتحاريين في بلدات بقاعية وشمالية وبدل السيارة المفخخة كان سيكون هناك عشرات السيارات في المدن اللبنانية. انظروا ماذا يحدث في المنطقة من حولنا. دعونا لا نبسّط الأمور ونغالط الناس. لولا جهد الجيش والأجهزة الأمنية ولولا الحرب الاستباقية للحزب والقوى الأمنية لكنا أمام وحوش في المنطقة، ولا نستطيع ردهم عن لبنان ».
وتوجه الى اللبنانيين قائلاً:»لا تدعوا أحداً يخيفكم بالقول إن الوضع الامني في لبنان سينهار، وأدعو اللبنانيين وكل شعوب المنطقة إلى أن يثقوا بالأمن اللبناني والأجهزة الامنية والشعب اللبناني، ولكن لا شيء مؤمناً مئة في المئة، انظروا الى تركيا وفرنسا وبلجيكا واميركا وروسيا. لو استكملت الحرب الاستباقية لما حصلت عملية القاع، ولكن الجميع يرى الوضع السياسي في لبنان وكيف تدار الأمور . وأقول لأهل القاع إن القاع مثل الهرمل، وكل اهلنا في البقاع هم أهلنا وناسنا ونحن جيران وحالة واحدة ولن نسمح بأن يحصل اي عملية تهجير لكم. بعيوننا وبرموش عيوننا سنحميكم. وهذا التزام وطني وأخلاقي وانساني وديني، والمطلوب هو الصمود والصبر والوحدة والتعاون، ونحن قادرون على إلحاق الهزيمة بالإرهابيين ».