لم يبقَ زعيم عربي إلاّ وعلّق على الاتفاق النووي الاميركي – الايراني،  كلٌّ  من منظوره الخاص،  ومن باب تمنياته ومصالحه. ولو كان هؤلاء يقرأون تاريخ الاتفاقات الاميركية لأدركوا ان ما يظهر من بنود هو غير ما يخفى منها، وان الصفقات الاميركية لم تكن يوماً هي التي يقرأها  الناس حبراً على ورق.

… البعض يراقب غضب نتنياهو وينسى ان اي  اتفاق اميركي سيلحظ بالتأكيد مصلحة اسرائيل، والبعض رأى فيه استفزازاً لحزب الله وآخرون ضمانة لأصدقاء واشنطن الخليجيين منهم خاصة،  وبعضهم راح  يمنّي النفس بانحسار داعش  والنصرة واطلاق يد الايرانيين في سوريا.

لا يدرك هؤلاء ان العلاقات الاميركية الايرانية ما توقفت او انقطعت يوماً، خاصة الاقتصادية منها، ولا يدركون ان المنظار الاميركي لا يرى الاّ بعين الدولار وان الشيطان الأكبر قادر بين  ليلة وضحاها ان يصبح الملاك الأكبر.

الصفقة الاميركية ابعد بكثير من معارك الزبداني والقلمون وعاصفة الحزم وانتخابات الرئاسة اللبنانية هي اولاً مصلحة واشنطن التي اثبت التاريخ ان لا حلفاء  ثابتون لها، ويبقى ان يرغي ويزيد المسؤولون العرب، فقط ليملأوا الشاشات وعناوين الصحف.

أنطوان القزي