بقلم / رئيس التحرير

أنطوان القزي

انفجرت بين الجنود الروس وقوات النظام السوري، ولم يعد بالإمكان إخفاء التباعد في وجهات النظر والشكاوى الروسية المتكررة من خيبتها من أداء الجيش السوري.
فعندما منع ضابط روسي في شهر كانون الأول من العام الماضي الرئيس الأسد من اللحاق بالرئيس بوتين في قاعدة حيميم العسكرية لدى توجّهه إلى إلقاء كلمته، ظنّ كثيرون أنها “فبركة” إعلامية، لكنها كانت تعبر عن العلاقة المتوترة بين الطرفين على الأرض.
فالروس الذين استرجعوا تدمر بسرعة قياسية من “داعش” وسلّموها لقوات النظام، عادت وسقطت بيد “داعش” مما أغاظ الروس، وما أغاظهم أيضاً عمليات الانتقام التي يقوم بها جنود النظام وحلفاؤهم في المناطق المحررة، لهذا السبب أنشأ الروس وحدات من المسلمين الروس السُنّة حتى يكونوا قادرين على التفاهم مع السكان.
وبلغ الخلاف أقصاه عندما أجبرت القوات الروسية سكان حلب على الحصول على أوراق ثبوتية من جانب القوات الروسية بدلاً من وثائقهم الشخصية للحصول على المساعدات.
والأسبوع الماضي منع الجنود الروس عدداً من الجنود السوريين من التقدم باتجاه إحدى المناطق المحررة، كما منعوهم في السابق من الاقتراب من قاعدة حيميم العسكرية.
هذا عدا الخلاف حول معالجة أمر المناطق الجنوبية من سوريا، فالنظام والإيرانيون و “حزب الله” يريدون تحرير هذه المناطق بالقوة في حين ترى موسكو أنها قابلة لتحريرها بالتفاوض.
وأمام المشهد المتزايد من تسلّم حلفاء النظام السوري المناطق المحررة ولمنعهم من ذلك، أقامت الشرطة العسكرية الروسية حواجز خاصة بها للحؤول دون عمليات الانتقام.