.. سُئل رسول الله «ص» اي الناس خير؟ قال: الحال المر تحل، اي الفاتح الخاتم الذي يفتح القرآن ويختمه، فله عند الله دعوة مستجابة.
وعن الزهريِّ قال: قلت لعلي بن الحسين – عليهما السلام – : أي الأعمال أفضل؟ قال : الحالُّ المرتحل، قلت: وما الحلُّ المرتحل؟ قال : فتح القرآن وختمه كلما حلَّ في أوله ارتحل في آخره.
وعن أبي هارون المعاصر للباقر والصادق قال: كنت ساكناً دار الحسن بن الحسين فلما علم انقطاعي الى ابي جعفر – الباقر – وأبي عبد الله – الصادق – عليهما السلام اخرجني من داره، قال : فمرَّ بي ابو عبد الله فقال لي: يا أبا هارون بلغني أنَّ هذا  أخرجك من داره؟ قال: قلت: نعم جعلت فداك قال «ع» بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالى، إذا تُلي فيها كتاب الله تعالى، كان لها نور ساطع في السماء يُعرف من بين الدور.
عن ابراهيم بن العباس قال: كان – الإمام – الرضا عليه السلام يختم القرآن في كل ثلاث، ويقول : لو أردت أن أختمه في أقل من ثلاث لختمته ولكن ما مررت بأية قط إلا فكرت فيها وفي أي شيء أنزلت وفي أي وقت، فلذلك صرت أختم ثلاثة ايام.
– ويحدث رجاء بن الضحَّاك : كان الرضا عليه السلام في طريق خراسان
– عندما اخرجه المأمون بن الرشيد العباس من مدينة جده «ص» – يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مر بآية فيها ذكر جنة او نار بكى وسأل الله الجنة، وتعوَّذ به من النار.
عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام قال:
قال علي صلوات الله عليه: سبعة لا يقرأون القرآن: الراكع، والساجد وفي الكنيف ، وفي الحمام، والجنب والنفساء، والحائض.
قال الصدوق رضوان الله عليه: هذا على الكراهة لا على النهي، وذلك ان الجنب والحائض مطلق لهما قراءة القرآن الا العزائم الاربع «سورة السجده – وفصلت – والنجم اذا هوى – واقرأ باسم ربك».
وقد جاء الإطلاق للرجل في قراءة القرآن في الحمام… اذا كان عليه مئزر واما الركوع والسجود فلا يقرأ فيهما لأن الموظف فيهما التسبيح… وأما الكنيف فيجب ان يصان القرآن عن ان يقرأ فيه…
عن امير المؤمنين عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يحجزه عن قراءة القرآن الا الجنابة.
ونقل من خط الشهيد رحمه الله تعالى: نهي علي «ع» عن قراءة القرآن عرياناً
عن ابي عبد الله الصادق «ع» قال: قال رسول الله «ص» : نظفوا طريق القرآن! قيل: يا رسول الله وما طريق القرآن ؟ قال : أفواهكم ، قيل: بماذا ؟ قال : بالسواك.
عن الإمام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق «ع» اغلقوا ابواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا ابواب الطاعة بالتسمية.
قال ابو محمد العسكري عليه السلام: اما قوله الذي ندبك الله اليه وامرك به عند قراءة القرآن «أعود بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، فإن امير المؤمنين قال: إنَّ قوله: «أعوذ بالله» اي أمتنع بالله .
«السمّيع» لمقال الأخيار والأشرار، ولكل المسموعات من الإعلان والاسرار، «العلم» بأفعال الفجّار والأبرار، وبكل شيء ما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف يكون «من الشيطان» هو البعيد من كل  كلِّ خير «الرجيم» المرجوم باللعن، المطرود من بقاع الخير، والإستعاذة هي ما قد أمر الله به عباده عند قراءتهم القرآن، فقال جلَّ ذكره:
«فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون» النحل 98 – 100
من تأدب باداب الله عز وجل آداه الى الفلاح الدائم، ومن استوصى بوصية الله كان له خير الدارين. / بحار الأنوار – ج 92 ص 14)
– .. يذكر المفسرون حول الآيات المتقدمة: انها تتطرق الى كيفية تلاوة القرآن، فكثافة المحتوى القرآني لا تكفي  وحدها لتوجيهنا، ولا بد من رفع الحجب المخيمة على وجودنا وازالتها عن محيط فكرنا وروحنا كي نتمكن من تحصيل هذا المحتوى الثر الغني، ولهذا يقول القرآن:
«فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم».
ولا يقصد من الاستعاذة الإكتفاء – بها تلفظاً وذكراً – بل ينبغي ان تكون مقدمة لتحقيق وايجاد الحالة الروحية المطلوبة، حالة التوجه الى الله عز وجل والانفصال عن هوى النفس والعناد المانع للفهم، والبعد عن التعصب والغرور وحب الذات ومحوريتها التي تضغط على الإنسان ليسخر كل شيئ حتى «كلام الله» في تحقيق رغباته المنحرفة.
وإن لم تتحقق للإنسان هذه الحالة فسيتعذر عليه ادراك الحقائق القرآنية، وربما سيجعل القرآن وسيلة لتبرير آرائه ورغباته الملوثة بالشرك بواسطة التفسير بالرأي.
فالاستعاذة الصادقة بالله سبحانه هي في الواقع توكل عليه وانقطاع اليه ترفع الحجب والرين عن القلوب، وتقوي البصيرة وتزيد في الفهم وتدعو الى التدبر ، وهي مطلوبة ولها آثار عند اهل العرفان. وإنما خُص القرآن بها، لأنه العمدة في امور الدين بما فيه من تشريعات وأحكام وأمثال وعبر وأسرار لا يعقلها الا العالمون ولا يمسها ولا يصل الى ادراكها الا المطهرون…..
والقرآن ليس كتاباً عادياً على هامش الحياة كما يتوهم البعض ويكفينا في عظمته ما قاله تعالى:
«فلا أُقسم بمواقع النجوم. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسه الا المُطهَرُون . تنزيل من رب العالمين» سورة الواقعة 75 -80.
< الرسول الأعظم «ص» : أصغر البيوت، جوفٌ صَفرْ من كتاب الله»
– يقال : بيت صفر أي خالٍ من المتاع. ورجل صفر اليدين أي ليس فيهما شيء  قال الشاعر: الدار صفر ليس فيها صافر… –
وقد غالب بن صعصعة على امير المؤمنين عليه السلام ومعه ابنه الفرزدق فقال له: مَن أنت؟ قال: غالب بن صعصعة المجاشعيّ.
قال عليه السلام: ذو الإبل الكثيرة؟ قال : نعم
قال : ما فعلت إبلك ؟ قال : أذهبتها النوائب وزعزعتها الحقوق.
قال عليه السلام: ذلك خيرُ سفبُلِها. ثم قال: يا أبا الأخطل! من هذا الغلام معك؟ قال: إبني وهو شاعر. قال:
عَلِّمْهُ القرآن، فهو خير له من الشعر.
فكان ذلك في نفس الفرزدق، حتى قيّد نفسه وآله ان لا يحل قيده حتى يحفظ القرآن، فما حلَّه حتى حفظه، وذلك قوله:
وما صَبَّ رجلي في حديٍدٍ مجاشعٍ
مع القِدِّ الا حاجةٌ لي أُريدُها
فالإمام عليه السلام كنَّاه بأبي الأخطل، وكأنه قد لمح بنظره الثاقب
ما سيستقبل إبنه من الأيام كما يشير ابن ابي الحديد المعتزلي…
بإعتبار ان الأخطل لقب احد الشعراء المعروفين، فأراد الإمام بهذه الكنية، الإشارة الى ان ابنه سيكون شاعراً كالأخطل والفرزدق اسمه همام بن غالب، وكنيته ابو فراس، وهو احد الشعراء المعروفين الذين قيل عنهم كما في «هدية الأحباب» لو لم يكن في الإسلام شاعر كالفرزدق وجرير والأخطل.
وقال يونس: لو لم يكن شعر الفرزدق لضاع ثلث اللغة العربية… …
توفي  سنة 110 هجرية قمرية، ثم توفي جرير بعده في نفس السنة.
– نور ملكوت القرآن . الجزء الثالث ص 10.
مسجد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام