للسنة الثانية على التوالي، يحقّق مسلسل «الهيبة» في جزئه الثاني «الهيبة – العودة» نجاحاً راهَنَ عليه صنّاعه وانتظره جمهوره على امتداد العالم العربي.
الممثلة القديرة منى واصف التي تُعدّ إحدى الركائز الأساسية في هذا العمل والتي تألقت بدورها في الجزء الأول، زاد تألقها ووهجها في الجزء الثاني، حتى أن هناك من رأى فيها «الهيبة كلها».
«لستُ مَن يقرر ولكنني أتمنى أن يمتدّ الهيبة لأجزاء عدة»، تقول واصف ، لافتة إلى أنها لا يمكنها أن تقارن بين الجزأين الأول والثاني لأن الأحداث مختلفة. وأضافت «بالنسبة إليّ كممثلة، فإن العودة إلى الوراء في الجزء الثاني أعطتْني دراسة مهمة جداً لشخصيتي كما للشخصيات الأخرى».

> كمُشاهِدة، كيف تقارنين بين الجزء الأول والجزء الثاني من «الهيبة»، خصوصاً أن الناس يميلون إلى المقارنة بطبْعهم؟
– لا يمكنني أن أقارن بين الجزأين الأول والثاني لأن الأحداث مختلفة. وبالنسبة إليّ كممثلة، فإن العودة إلى الوراء في الجزء الثاني أعطتْني دراسة مهمة جداً لشخصيتي كما للشخصيات الأخرى، هي بمثابة تثبيت للذي حصل في الجزء الأول والذي كان يفترض أن يكون الجزء الثاني. إلى ذلك، فإن مشاركة الممثلين والشخصيات الجديدة في الجزء الثاني، أَدْخَلَنا في عالم تراجيديا أعجبني كثيراً. جهاد الأطرش وعبد المجيد مجذوب وأحمد الزين ورفيق علي أحمد هؤلاء الكبار هم عرابو «الهيبة»، وجيلهم هو الذي كان السبب بوجود الجيل الثاني كتيم حسن والآخرين. هو جيل أخذ المهنة عن الذي سبقة في حال صحّت تسمية مهنة.
> العام الماضي أشرتِ عبر «الراي» إلى أن صدى نجاح «الهيْبة» جماهيرياً جعلك تستعيدين نجاح فيلم «الرسالة». فما الشعور الذي تعيشينه مع نجاح الجزء الثاني؟
– أعيش الشعور نفسه. الله يدهش عندما يعطي. أسمع اليوم عن نوع من الدراسة على تمثيلي. أسمع تعابير وكلمات جديدة، أؤمن بها ولكن لا أقولها، ولكنني أشتغل على هذا الأساس، وأقدم دوري على أساس حصيل ثقافتي المسرحية، والشخصيات الصعبة التي قدّمتُها على المسرح وأنا في سن صغيرة أفادتْني كثيراً حالياً. أنا لم أتوقف عن التمثيل، وإذا لم أمثّل في الإذاعة أمثّل في المسرح، وإذا لم أمثّل في المسرح أمثّل في التلفزيون وإذا لم أمثّل في التلفزيون أمثّل في السينما. أنا أقرأ وأسمع حالياً كلاماً جميلاً جداً.
> ولعل أجْمله «منى واصف الهيبة كلها»، وهذا ما نلمسه وما نشاهده على الشاشة؟
– وهذا ما أشعر به. سبق وصرّحتُ في أكثر من لقاء إذاعي وتلفزيوني، أنه يوجد غابة «أمازون» في داخلي، كلما تم التوغل فيها كلما جرى اكتشاف أشياء جديدة بسبب كبر مساحتها. أشعر بأن هناك شيئاً في داخلي لم يَظهر حتى الآن، بالرغم من أنني وصلتُ إلى عمرٍ، غيري ممّن وصل إليه يفترض أن يكون قد اعتزل أو أنه يكتفي بأدوار قليلة. ولكن ما يحصل معي هو العكس تماماً.
> وما الشيء الذي لم يبرز؟ أيّ دور وأيّ عمل وأيّ شخصية؟
– لا أعرف. يوجد في داخلي شيء يجب أن يخرج. مثلاً أن ألعب دور أنديرا غاندي من خلال فيلم عالمي أو مسلسل عالمي، لأنهم في العالم العربي لا يهتمون بهذا النوع من الشخصيات، أو ربما فيلم عالمي آخر كفيلم «الرسالة». لا شيء يمنعنا من الحلم، وأنا أحلم وما دام يوجد كنوز في داخلي، فلا بد أن يكون هناك شيء ينتظرني وربما لا يوجد، ولكن لا شيء يمكن أن يمنعني من أن أحلم.
> هل لا يزال الإطراء والمديح يفاجئانك ويفرحانك؟
– بل يُبْكيني فَرَحاً وخوفاً، إنها المسؤولية. مع أنني درّبتُ نفسي على ألا أخاف من الفشل. أنا ممثلة مسرح يومي، وربما أقرأ نقداً في اليوم نفسه الذي أعرض مسرحيتي. ولكن كلما كبرتُ أصبحتُ أفرح أكثر بالمديح وأخاف على نفسي أكثر.
> هل يمكن القول إن «الهيبة» هو محطة أو مرحلة جديدة في مسيرتك الفنية؟
– هو ليس محطة ولا مرحلة. لأنني لعبت أدواراً مهمة جداً، ولكنها لم تحصد صدى «الهيبة» نفسه، ولا سيما أعمالي المسرحية. كما حصل في «دليلة والزيبق» و»الخنساء». مثلاً، عندما قدمتُ مسلسل «دليلة والزيبق» في 1976، سافرتُ العام 1977 إلى الإمارات، نظروا إلى باسبوري في المطار وقالوا لي «الست داليدا؟»، فأجبتُ «بل أنا منى». النجاحات الكبيرة تتكرر بين فترة وأخرى. ولا شك أن ما وصلتُ إليه في «الهيبة»عظيم جداً، بوجود نصّ جديد ومُخْرِج جديد أتعامل معه لأول مرة وهو سامر برقاوي الذي يملك عيناً ساحرة وميزات مهمة جداً. وأنا منذ بدأتُ التمثيل كنت محظوظة بنوعية المُخْرِجين الذين اشتغلتُ معهم في الإذاعة والسينما والمسرح والتلفزيون. لكن في «الهيبة» نوع جديد، والعمل كله جديد، وشركة الصباح رائعة جداً، وهي لم تترك ممثلاً كبيراً إلا وتعاملتْ معه في الجزء الثاني. حتى الشركة نفسها لم تتوقع كل النجاح الذي حقّقه الجزء الأول، وكأن هذا النوع من الأعمال سابقة لم يفكّر به أحد.
> سامر برقاوي أعلن أنه قد يمتدّ مسلسل «الهيبة» لأجزاء عدة، فهل أنتِ مع هذا الطرح؟
– أكون سعيدة. أنا امرأة مع النجاح وتموت بالنجاح، لستُ أنا مَن يقرر، ولكنني أتمنى. المُنْتِج صادق الصباح قال لإحدى الإذاعات إنه سيكون هناك جزء ثالث ولكننا لم نجتمع ونتحدث في الموضوع.
> إحدى شركات الإحصاء أعلنت أن «الهيبة – العودة» احتلّ المرتبة الرابعة على مستوى نسب المشاهدة، في الأسبوع الأول من رمضان. هل لديك فكرة عن هذا الموضوع؟
– لا علم لي بذلك.
> وهل هو يزعجك؟
– كلا.
> وكيف تفسرينه؟
– ربما تكون هناك أمزجة مختلفة أو أناس فوجئوا وربما يكون الخبر من أساسه غير صحيح، ولكنني أتقبل كل شيء. بعد 54 عاماً من العمل لا شيء يهزّني. لكن ما أسمعه حالياً هو أن «الرايتينغ» عالٍ جداً.
> هذا صحيح والمُنْتِج صادق الصباح استنكر نتيجة الإحصاء وهدد بفضح المستور؟
– ما أعرفه أن نسب مشاهدة المسلسل عالية جداً وأنا تحديداً أحظى بثناء كبير.
> في حال خُيّرت في المستقبل بين «الهيبة» وأعمال أخرى، هل تختارينه وتعتبرين نفسك ملتزمة بالمشاركة فيه؟
– لا شك أن الأولوية لـ «الهيبة»، ولكن في حال عُرض عليّ عمل مهم جداً ولا يتعارض معه يمكن أن أقبل به. هذه السنة لم أشارك سوى في الجزء الثاني من «الهيبة»، بينما العام الماضي شاركت إلى جانبه بـ «شوق» و»شبابيك» ومَشهد واحد في «مذكرات عشيقة سابقة».