كلمة رئيس التحرير/ انطوان القزي

كان البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير جالساً امام التلفزيون بعد ظهر السبت الماضي، وإذ به يفرك عينيه ويحدّق بالشاشة ليقرأ: «نقل مباشر من قداس المصالحة في كنيسة سيدة التلة في دير القمر تحت عنوان «قداس التوبة والغفران».

نظر البطريرك صفير الى كاهن صودف كان يزوره وسأله: «ونحن ماذا فعلنا في 5 آب سنة 2001 ولماذا ذهبنا الى المختارة واقمنا قداساً في سيدة التلّة وارسينا الاتفاق التاريخي؟!.

اجابه الكاهن: «يقولون ان القداس هو  لتثبيت المصالحة وتكريسها»..

هزّ صفير رأسه ضاحكاً: «تكريس ومعمودية ايضاً»..؟

وبادره الكاهن قائلاً: «سيّدنا يقولون انه قداس التوبة والغفران».

واجاب صفير بسرعة : «يعني كل هذه السنوات ولم يكن هناك غفران وتوبة واليوم يحصل كل ذلك، ومَن وضع لهم كرسيّ اعتراف وسمع توبتهم ومَن ناولهم القربان المقدّس ومَن يحكم متى تكون التوبة او لا تكون؟!».

واكتفى صفير بذلك ولم يعلّق اكثر، لكن مضمون كلامه يشي بأمور كثيرة وهو كعادته كتوم واستاذ في الصمت عندما يستدعي الأمر ان يكون صامتاً.

.. هل تشاهدون مسلسل باب الحارة، ففي كل شهر رمضان من كل عام يُعرض جزء من المسلسل، وكل عام تتغيّر بعض الوجوه ولكن السياق ذاته.. مصالحة الجبل باتت كمسلسل باب الحارة تتغير بعض الوجوه في كنيسة سيدة التلة والسياق ذاته، وفي كل حلقة هناك بطل، وآخر الأبطال هو الوزير غسان عطالله.

… يتبع جزء آخر من مسلسل مصالحات باب الحارة، ترى مَن سيكون البطل في المرّة المقبلة؟!

مسكين هذا الجبل، كما ارهقته المعارك بالأمس، ترهقه المصالحات اليوم؟!.