توجه المخرج السينمائي الألماني جيورج جينو في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي إلى مدينة ميكولايفكا في شرق أوكرانيا، لتصوير السكان العاديين وهم يتحدثون عن الصراع في بلادهم ومد يد العون للمدينة التي دمرها القصف. وبعد عودته صنع جينو فيلم (الخوف في أوكرانيا) مستنداً إلى مقابلات أجراها مع السكان المحليين. وعرض الفيلم في مهرجان للأفلام الوثائقية في سوبوت في شمال بولندا الذي يختتم مطلع الأسبوع الجاري. ويعرض المشهد الافتتاحي في الفيلم لقطات للمدينة شبه المدمرة ملتقطة من نافذة سيارة.
ويروي الفيلم قصة طفلة في الثانية من عمرها كانت تصرخ مهللة عند سماع القصف، لأن والديها أفهماها أن هذه أصوات ألعاب نارية.
وقال جينو الذي توجه برفقة مجموعة من المتطوعين لمساعدة المدينة «كان هدفنا نقل صورة عميقة عن شعورنا عندما وجدنا أنفسنا فجأة في وضع مثل هذا». وذكر «سمعنا أصواتاً وأصواتاً وأصواتاً وفي موازاة الأصوات شاهدنا المدينة»، مضيفاً أن «المتطوعين اقتربوا تدريجياً من نفوس السكان». وقتل أكثر من 6500 شخص في شرق أوكرانيا منذ قاد الانفصاليون الموالون للروس في شرق البلاد حركة انفصالية ضد الحكومة في كييف بعد ضم روسيا لشبه حزيرة القرم رداً على إطاحة تظاهرات شعبية بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا واستبداله بقيادة موالية للغرب. وأثنى رومان بافلوفسكي القيم على المهرجان على الفيلم الوثائقي لأمانته الفكرية. وعلق قائلاً: «جيورج لا يعبث بالمشاعر».
ويعتزم جينو الذي يزور المدينة كل شهر كمتطوع عرض فيلم (الخوف في أوكرانيا) في كييف وصوفيا وأخيراً في ميكولايفكا.