محرر الشؤون الاسترالية / بيار سمعان

لوسي مانيرينغ هي ام لثلاثة اطفال. التحقت بحزب العمال منذ سنوات المراهقة ، لأن الولاء لهذا الحزب اصبح تقليداً عائلياً يمتد على مدى اجيال.

لوسي هي محامية، عملت في دائرة النقل العام وتخصصت مؤخراً بمكافحة التجسس السيبراني، وتعمل الآن في فرع المعلومات في بنك الكومنولث. وترى ان اوضاعها العائلية تسمح لها الآن بالتفرغ للعمل السياسي بعد ان اصبح ابناؤها قادرون على رعاية شؤونهم.

وتجهد لوسي مانيرينغ للفوز في الانتخابات المقبلة في شهر آذار مارس وتأمل بالفوز، وتتعهد بالعمل على تحسين اوضاع سكان منطقة اوتلي التي اختارها حزب العمال لخوض الانتخابات فيه تحت رايته.

وطرحنا عليها الاسئلة التالية:

كونك جديدة في عالم السياسة، هل بالإمكان اعطاؤنا صورة مصغرة عن حياتك وانجازاتك الشخصية؟

انا محامية واعمل في بنك الكومنولث في قطاع التجسس الالكتروني السيبراني في قسم الحماية. لديّ مؤلفات  وانا ام لثلاثة اطفال.

ما دفعني للانخراط في العمل السياسي هو اهتمامي الدائم بالعدالة الاجتماعية. منذ انخراطي في حزب العمال عندما كنت في عمر 16 عاماً، وكان لدي هذه الدوافع. في المرحلة السابقة لم اكن منخرطة جداً في النشاطات السياسية عندما كان اولادي اطفالاً صغاراً. اما الآن، وبعد ان اصبح بمقدورهم الاهتمام بانفسهم اصبح لديّ المتسع من الوقت للاهتمام بالعمل السياسي، والعمل على تحقيق ما اؤمن به.

عملت سابقاً مع دائرة النقل في سدني ولديّ الشغف الزائد للاهتمام بهذا القطاع.

ما هي المناطق التي يضمها مقعد اوتلي؟

منطقة اوتلي تبدأ من بلاكهيرست حتى ريفروود وبيفرلي هيلز وبيكهيرست، لوغانو، موردال، بنثهيرست وقسم من هيرستفيل. انها منطقة متنوعة من ناحة تكوينها الاجتماعي.

ويقيم فيها العديد من اصول شرق اوسطية. لكن دعيني اسألك: ما هي المزايا التي تمتلكين وتدفع الناخبين للتصويت لصالحك؟

اعتقد انني احمل في جعبتي خبرة عميقة في القانون وما يتعلق بشؤون حكومة الولاية. وكأم تهتم بتوفير ما هو الافضل لأطفالها، وهذا من صميم العمل السياسي.

لديّ علاقات طيبة مع الجاليات العربية والاسلامية، ومدير عملي هو مسلم، غالباً ما نناقش قضايا تعني المسلمين في استراليا.

كونك تعملين في بنك الكومنولث دعيني اطرح عليك السؤال التالي : هل لدينا بالفعل مؤسسات مصرفية فاسدة؟

كلا، هذا غير صحيح. لكل مؤسسة تحديات. لكني اتحفظ بالتحدث نيابة عن بنك الكومنولث. فهذا ليس من صلاحياتي. بنك الكومنولث هو مؤسسة ضخمة مع مئات آلاف الموظفين فوجود بعض الفاسدين لا يعني ان المؤسسة هي فاسدة.

ما هي الامور الجديدة التي ستحملينها معك في حال فزت في الانتخابات؟!

ان حالفني الحظ وتمكنت من الفوز سأولي اهتمامي بالدرجة الاولى الى سكان دائرتي الانتخابية. واضمن انني سأعمل ما في مقدوري لاخدم مجتمعي.

في الوقت الحاضر اصب كل جهودي لتحقيق الفوز في هذه الانتخابات.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟

اعتقد ان كل انسان يسعى للمساهمة في ما يقوم به. لكن في الوقت الحاضر طموحي الاول في هذه الآونة هو الفوز بمقعد اوتلي. انا لا اطمح لقيادة الحزب.

ما هي باعتقادك القضايا التي تهم المواطنين في دائرتك الانتخابية بنوع خاص والمجتمع ككل بشكل عام.

موضوع السير والنقل اصبح يشكّل معضلة في ولاية نيو ساوث ويلز . للأسف لم تتمكن حكومة الولاية من معالجة هذه المعضلة، لا بل انها فشلت في ايجاد حل لمشكلة النقل. القطارات  تصل متأخرة عن مواعيدها. والناس المرغمون التنقل يومياً للذهاب الى اعمالهم تسبّب ازمة السير مشكلة حقيقية لهم.

النمو السكاني وزيادة الابنية وارتفاع حركة الاعمار لم يرافقها تطور او تحديث في البنى التحتية. اضف الى ذلك ان حركة الاعمار تأخذ المزيد من المساحات الخضراء وترفع من كثافة السكان في المناطق. معظم السكان يرغبون ان تبقى مناطقهم ذات اجواء عائلية ولديها حدائق ومساحات خضراء. بدأنا نفتقد هذه الامور . للأسف المجالس البلدية يسمحون للمزيد من المنشآت الاسكانية في كل زاوية. وهذا يعدل من الطابع التقليدي المحبّب للمنطقة.

هل تعتقدين ان رجال السياسة يفتقرون الى النظرة المستقبلية وضرورة التخطيط لمستقبل المدينة. نرى ان العديد من المشاريع العامة ينتهي العمل بها دون ان تتمكن من تحقيق الهدف من التخطيط لها، كما حصل على سبيل المثال مع الطريق السريع M5 .

للأسف انه يجري التفريط احياناً بأموال دافعي الضرائب وتخصص الحكومات اموالاً لمشاريع عامة يخيل لنا احياناً انها لم تدرس ما فيه الكفاية. كما حدث مع مدرسة باراماتا.

لدينا حكومة في الولاية ترتكب العديد من الاخطاء. انظر الى القطار الخفيف داخل مدينة سدني. لقد حذر خبراء انه مشروع فاشل ولم يشجعوا على تبذير المال العام به، انظر الى التحسينات على الطريق السريع M5 . المتعهدون يطالبون بمبالغ اضافية تصل الى 76 مليون دولار بسبب التعديل في التصاميم. هذه الحكومة لديها ملايين الدولارات تنفقها دون حساب. انها اموال المواطنين وليست ملكاً للحكومة.

تدفع الحكومات الملايين للخبراء لاعداد دراسات حول المشاريع فلماذا نرتكب اخطاءً فادحة؟

اعتقد ان الخطأ الجوهري لدى الحكومة الحالية هو في اعتمادها على خبراء اجانب او من خارج القطاع العام لتصميم المشاريع لنا وتحديد اسلوب ادارة المؤسسات الحكومية. اضف الى ذلك غياب الخبراء في قطاع السير والقطارات. نحن نرتكب اخطاءً في التخطيط وفي تنفييذ مشاريع غير ضرورية.

لماذا التحقتي بحزب العمال؟

منذ سنوات المراهقة كان لديّ عشق للقضايا العامة  وللعدالة الاجتماعي. عائلتي لطالما ايدت حزب العمال على مدى سنوات طوال. وانا اؤمن ان حزب العمال هو الحزب الوحيد الذي يولي اهمية لمصالح الطبقة العاملة في البلاد.

الفكرة التي كانت لديك عن حزب العمال عندما كنت في عمر 16 سنة هل لا تزال نفسها اليوم ام انك عدلت في قناعاتك؟

حزب العمال كالعائلة، يمر بمراحل مختلفة وصعوبات احياناً. لكني اعتقد ان الحزب اليوم هو اكثر قوة وتماسك ولدينا نظاماً ادارياً داخل الحزب هو جيد وفاعل، كما لدينا قيادة جيدة للغاية.

هل تجدين صعوبة بالتكيّف مع متطلبات العمل السياسي ودورك كأم لعائلة؟

كل انسان عاقل يفكر ملياً عندما يقرّر الانطلاق في مجال معين. لكن الأن وقد بلغ اطفالي عمراً معيناً وكون والدتي تعيش معنا وتوفر لنا الرعاية اليومية ولقمة الطعام، اعتقد ان وجودها يخفف من الضغوطات العائلية عليّ ويساعدني للتفرّغ للعمل السياسي. ولولا مؤازرتها لوجدت صعوبة فائقة في تحقيق ما اقوم به الآن.

تبدين كأم لثلاثة اطفال كإمرأة محافظة. هل تعتقدين ان المجتمع الاسترالي في ظل تشريع زواج المثليين سيصبح افضل من السابق؟

الاجواء والمناخ الاجتماعي الثقافي الذي يعيش فيه ابناؤنا اليوم هو اكثر تسامحاً واقل عنصرية ويميل الى قبول من هو مختلف.  كمجتمع لدينا تحديات كثيرة لكنني متفائلة ان المستقبل سيكون افضل من الماضي. انا قلقة بعض الشيء اننا لم نبلغ مستوى من النضج لقبول واستيعاب الجميع.

لاحظت وانا اسير الى مكتبكم التنوّع الثقافي والاثني داخل البيئة التي تعيشون فيها هنا، وهذا هو عامل اثراء للمجتمع الاسترالي ككل. انه لشيء جميل للغاية.

اين نضع الخطوط بين التعددية الثقافية والوحدة الاجتماعية والاندماج الاجتماعي؟

في ظل التعددية بالامكان دفع الأمور في كلا الاتجاهات: من العزلة الاجتماعية داخل المجتمع الى الاندماج الاجتماعي الكامل؟؟

ليس لديّ خبرة عميقة ومعرفة دقيقة للتحدث عن مشاعر واختبارات المهاجرين الجدد. لقد هاجر اجدادي الى استراليا قبل وبعد الحربين العالميتين الاولى والثانية. لكن عندما انظر الى التنوّع الاثني والثقافي في منطقة اوتلي يدفعني الفضول للتعرف عن قرب على هذه الظاهرة وعلى الفروقات الاجتماعية. جاءت عائلة والدي على متن الاسطول الثاني كما جاءت عائلة والدتي بعد الحرب العالمية الثانية. لذا اعتقد ان خلفيتي التاريخية لا تؤهلني للتحدث عن هذا الجانب الاجتماعي.

التأثيرات الخارجية قد تلعب دوراً احياناً وتؤثر في السلوك العام لدى بعض الجاليات. لكن الانفتاح والحوار وتحمل المسؤولية بجدية تساعد على معالجة كل القضايا.

قادة العالم يتحملون ايضاً مسؤولية فرض اجواء التناغم في العالم وداخل المجتمعات.

لكن يتوجب علينا جميعاً ان نحترم النظام الديمقراطي الذي نعيش فيه وان نعمل معاً للحفاظ عليه.

انا فخورة بعملي كمحامية، لكنني اعتقد ان العمل في القطاع العام والمجال السياسي يمنحني فرصة اكبر لخدمة المجتمع الذي اعيش فيه، احبه وارغب بحمايته.

اجريت لقاءً الاسبوع الماضي مع قائد مركز شرطة بانكستاون مايكل اوتول. وطرحت عليه سؤالاً في آخر اللقاء اذ سألته: ما هي الامور التي تنتج شرطياً صالحاً. فقال ان الجواب يكمن في الدوافع لاختيار هذه الوظيفة. اطرح عليك نفس السؤال الآن: لماذا اخترت الانخراط في العمل السياسي؟

اعتقد ان الجواب نفسه. ان تكون شرطياً صالحاً او سياسياً صالحاً يجب ان تقصد خدمة المجتمع ومساعدة الآخرين.

هل من كلمة اخيرة للجالية العربية؟

انا احترم الانجازات والمساهمات العديدة التي تقدمها الجاليات العربية للمجتمع ولاستراليا. وهذا ينطبق على سائر الجاليات الاثنية بشكل عام.

سعيت جاهدة لأتفهم عادات الجاليات وتقاليدهم وآذرني في ذلك زميلي جهاد ديب. فرسالتي للجاليات العربية هي نفس الرسالة التي اوجهها للجميع. فنحن بخير عندما نكون متحدين.