بقلم/رئيس التحرير

أنطوان القزي

مخيّم اليرموك الذي يقع جنوب العاصمة السورية دمشق بات أثراً بعد عين، فالمخيم الذي يضمّ ربع مليون فلسطيني والذي كان يُعتبر» عاصمة الشتات» أتت عليه الآلة العسكرية السورية، وتمّ اقتلاع ربع مليون لاجئ فلسطيني من المخيّم وكأنهم جميعاً أعضاء ومناصرون ل»داعش» و«النصرة».
..ولأن الخلاف السياسي مزمن بين الحكومة السورية والمنظمات الفلسطينية التي تتخذ من المخيّم مكاتب لها، كانت الواقعة وطُويت صفحة المخيّم «عالسكت» عكس الضجيج الذي حصل في تل الزعتر ثمّ في صبرا وشاتيلا، ربما لأن من اقتلع اليرموك هو فرفور وذنبه مغفور!.
الفلسطينيون منهمكون بالإعتداءات الإسرائيلية على غزة وصحّة الرئيس محمود عباس وبنقل السفارة الأميركية الى القدس، ولم يخبرهم أحد أن «اليرموك بحّ»، فهل سيضمونه الى اللائحة الى جانب مخيمات لبنان المندثرة أم ان هذه اللائحة محصورة بالتشهير باللبنانيين.
أين ستقطن جبهات الرفض بعد اليوم، أين سيذهب أبو موسى(فتح الإنتفاضة) وجماعة أحمد جبريل وأنور رجا؟. هل الى قوسايا أم الى حارة الناعمة؟.
ربع مليون فلسطيني، بالإضافة الى ملايين اللاجئين السوريين يبحثون عن غصن شجرة يأوون إليه، يبحثون عن صوت يتحدث بإسمهم، فلا فلسطين مرتاحة ولا سوريا مستقرة ولا لبنان «باله فاضي»، ولا جامعة الدول العربية موجودة !..
والسعودية والامارات مشغولتان بإرسال قوات الى جزيرة سقطرى!.
وإذا كان ترامب قضى على «القدس عاصمة فلسطين» فإن الحرب السورية قضت على «اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني».