بقلم بيار سمعان

لم يكن هوغ هافنار يتوقع ان تتمكن المجلة التي اطلقها سنة 1953 وعلى غلافها الخارجي صورة للمثلة مارلين مونرو ستتمكن من بيع  5،6  مليون نسخة في الولايات المتحدة سنة 1975، وانه سيجني ارباحاً طائلة ويعيد انتاج ثورة جنسية ليس فقط في بلد المنشأ، لكن ايضاً حول العالم، بعد ان اصبحت المجلة التي تعتمد الجمال والتعرية والمواد الجنسية مادة اساسية لمحتواها. وراجت لدرجة انها اصبحت تطبع في 6 لغات عالمية وتوزع حول الكرة الارضية.
بشكل آخر، اصبح هافنار قائداً في ثورة اعلانية نقلت الجنس من الغرف الخاصة في المنازل ومن السرية الزوجية الى عامة الناس. واثبت هافنار ان الجنس يبيع وينتج اموالاً طائلة ويحولك ليس فقط الىانسان ثري بل الى نجم من نجوم الفن والاعلام، اذ اصبحت نساء العالم تتدافع لالتقاط صورة معه وتتباهى بالظهور عاريات على صفحات مجلته. وتحولت مجلة بلاي بو رديفاً للاغراء والجمال والاثارة ومنطلقاً للشهرة والنجومية.
قراء هذه المجلة لن يتمكنوا من الآن وصاعداً من رؤية النساء العاريات على غلافها الخارجي وفي صفحاتها الداخلية بل سيكتفون بقراءة مقالات ومواضيع تحولها الى مجلة شبه جدِّية تعتمد الكلمة مادة اساسية بدل صورة النساء العاريات.
ووافق مؤسس وصاحب المجلة هوغ هوفنار (89 سنة) على اقتراح رئيس تحرير المجلة كوري جونز بوقف نشر الصور العارية بعد ان انخفض توزيع المجلة الى 800 الف نسخة بدل من 6،5 مليون وبرر جونز قراره ان السوق قد تبدلت الآن، واصبح بمقدور كل مراهق ان يشاهد ما يشاء من صور عارية وافلام اباحية على النت. هذا الواقع افقد المجلة ميزتها بعد ان اصبح الجنس متوفراً للجميع من خلال كبسة زر.
وكان هوفنار قد كتب في افتتاحية العدد الاول لمجلة بلاي بوي انه يسعى من خلال هذه المجلة الى وضع الموسيقى الناعمة مع مزيج من مشروب الكوكتيل الى جانب مقبلات الاطعمة ودعوة نساء جميلات الى نقاش هادئ حول الجنس وبيكاسو ونيتشي ومواضيع اخرى مغرية.
غير ان هافنار الذي لاقى الكثير من الانتقادات من التيارات المحافظة التي رأت انه يعمم الاباحية ومن حركات تحرر المرأة التي رأت في المجلة مجرد وسيلة استغلال للعنصر النسائي اذ حوّل هافنار  المرأة الى سلعة للاستغلال الجنسي وتمكن من المساهمة الى حد بعيد من نزع الكرامة عن الانسان وشن حرباً على الاخلاق والاحترام في العلاقات الانسانية، خاصة بين الرجل والمرأة وضرب كل المثل والاعراف.
مجلة بلاي بوي هي اليوم ضحية ما قامت بنشره وما عممته في العالم. انها تدفع ثمن الثورة الجنسية التي عملت على الترويج لها منذ سنة 1953. وربما انتهى دورها المفسد بعد ان عمّ الفساد العالم بأسره، ولا حاجة بعد الآن لمثل هذه المجلة بعد ان تفككت العائلة وراج الطلاق، وسادت المساكنه بدل الزواج وانتشرت الأباحية الجنسية واصبحت نمطاً مألوفاً في حياة الغرب.
انتهى دور «بلاي بوي» بعد ان اصبح بمقدور كل امرأة ان تتعرى وتنشر صورها الاباحية مباشرة على النت ودون التوسط الى هافنار والرضوخ الى طلباته ورغباته. اليوم تحولت من تريد من نساء وفتيات العالم الى مارلين مونرو اخرى او الى بطلة من بطلات الافلام الاباحية ومباشرة من غرفتها الخاصة الى العالم.
لقد نجح هافنار في  تعميم ما كان خاصاً حتى اصبح الخاص جزءاً من ثقافة اجتماعية معاصراً ومظهراً من مظاهر ثورة الجنس اللطيف.
وساهمت الانترنيت على تعميم هذه الاباحية التي بشر بها هافنار منذ مطلع الخمسينات.
في سنة 1930 نشر الكاتب والمؤرخ المحافظ كريستوفر داوسون كتاباً حول الجنس والمسيحية ووصف مؤسسة الزواج آنذاك انها لا تزال تعتبر الشكل السائد للعلاقة الجنسية التي يقبل بها المجتمع، وان الرجل والمرأة هما على استعداد لتقديم التضحيات الشخصية وعدم المخاطرة بالنظام الاجتماعي. ودعا داوسون الى الغاء الطلاق من قبل الحكومات، خاصة في حال وجود اطفال، لأن العائلة مهما صعبت ظروفها تبقى المكان الافضل لهم، ولا يمكن لمؤسسات الدولة ان تحل مكانها.
لكن داوسون الذي راقب بموضوعية ما يحدث في المجتمعات الغربية تنبأ ان «الزواج سوف يخسر ذاك الرونق الجاذب للشباب والساعين الى اقامة علاقات ثابتة قائمة على الحب. ورأى داوسون ان الطاقة الجنسية لدى الشباب سوف تبذر في علاقات جانبية بفضل حبوب منع الحمل، وان العازبين لن يقدموا في المستقبل على الزواج الا في مراحل متقدمة من حياتهم. الزواج المتأخر سوف يؤدي  بدوره الى انشاء عائلات محدودة الحجم.
ويرى الكاتب ان هذا الواقع الجديد الذي سيخفض عدد السكان في الدول الغربية سيؤدي الى وجود خلل في سلم الهرم السكاني ويدفع الحكومات الى اتخاذ تدابير لكي لا تنهار الدول بالكامل.
الوضع الاجتماعي الذي يعاني منه الغرب والذي تنبأ عنه كريستوفر داوسون، ساهمت مجلة بلاي بوي بتحقيقه باسم حرية النشر وحرية الرأي وحرية الافراد بالتصرف واقامة علاقات عاطفيية وجنسية هي في آخر المطاف البديل لمؤسسة الزواج المبنية على الحب المتبادل   والاحترام والوفاء بين رجل وامرأة بغية انشاء عائلة.
في سنة 1975 نشرت بلاي بوي تحقيقاً تحت عنوان «اغتصاب القرد يتعرض فيه الكاتب مباشرة الى انتقاد الثقافة الاميركية المبنية على التعاليم المسيحية الصافية.
اما اليوم، وبعد التدرج في الانحلال الاخلاقي نتيجة للثورة الجنسية يشهد الانسان تحولاً عميقاً في مفاهيمه الشخصية نتيجة لتلك الثورة التي شنت عليه ولم تشن من اجل صالحه، عبر تعميم الاباحية بواسطة الصحف والمجلات والافلام السينمائية والافلام الاباحية والموسيقى الصاخبة ونشر المخدرات وقبول الاجهاض ونشر الفكر الالحادي.
جميعنا تعرضنا لحرب على قيمنا الانسانية. وليس الدولار وحده هو من خسر قيمته بل جيع سكان العالم اليوم جرى خفض قيمتهم. الزواج والحب والعذرية والامومة ومحبة الله.. كلها فقدت معانيها وقيمتها في الوجدان الانساني- الاختراعات فقدت قيمتها، حقوق الانسان افرغت من معانيها..
وكما وصف الرئيس الاميركي جان كنيدي في اهم محاضرة له في جامعة اريزونا: ان الولايات المتحدة تتعرض لحرب تشن عليها من الداخل…» وما يطبق على اميركا ينطبق ايضاً على سائر بلدان العالم.
فالحفاظ على ما تبقى من القيم الانسان يوحد المزيد من الجهود والتضحيات والا نتحول جيمعاً الى ارقام وحقل اختبار…
فهل تاب هوفنار على فعله ام اننا دخلنا مرحلة جديده ومتقدمة في تعميم الانحلال الخلقي؟؟ لم يكن هوغ هافنار يتوقع ان تتمكن المجلة التي اطلقها سنة 1953 وعلى غلافها الخارجي صورة للمثلة مارلين مونرو ستتمكن من بيع  5،6  مليون نسخة في الولايات المتحدة سنة 1975، وانه سيجني ارباحاً طائلة ويعيد انتاج ثورة جنسية ليس فقط في بلد المنشأ، لكن ايضاً حول العالم، بعد ان اصبحت المجلة التي تعتمد الجمال والتعرية والمواد الجنسية مادة اساسية لمحتواها. وراجت لدرجة انها اصبحت تطبع في 6 لغات عالمية وتوزع حول الكرة الارضية.
بشكل آخر، اصبح هافنار قائداً في ثورة اعلانية نقلت الجنس من الغرف الخاصة في المنازل ومن السرية الزوجية الى عامة الناس. واثبت هافنار ان الجنس يبيع وينتج اموالاً طائلة ويحولك ليس فقط الىانسان ثري بل الى نجم من نجوم الفن والاعلام، اذ اصبحت نساء العالم تتدافع لالتقاط صورة معه وتتباهى بالظهور عاريات على صفحات مجلته. وتحولت مجلة بلاي بو رديفاً للاغراء والجمال والاثارة ومنطلقاً للشهرة والنجومية.
قراء هذه المجلة لن يتمكنوا من الآن وصاعداً من رؤية النساء العاريات على غلافها الخارجي وفي صفحاتها الداخلية بل سيكتفون بقراءة مقالات ومواضيع تحولها الى مجلة شبه جدِّية تعتمد الكلمة مادة اساسية بدل صورة النساء العاريات.
ووافق مؤسس وصاحب المجلة هوغ هوفنار (89 سنة) على اقتراح رئيس تحرير المجلة كوري جونز بوقف نشر الصور العارية بعد ان انخفض توزيع المجلة الى 800 الف نسخة بدل من 6،5 مليون وبرر جونز قراره ان السوق قد تبدلت الآن، واصبح بمقدور كل مراهق ان يشاهد ما يشاء من صور عارية وافلام اباحية على النت. هذا الواقع افقد المجلة ميزتها بعد ان اصبح الجنس متوفراً للجميع من خلال كبسة زر.
وكان هوفنار قد كتب في افتتاحية العدد الاول لمجلة بلاي بوي انه يسعى من خلال هذه المجلة الى وضع الموسيقى الناعمة مع مزيج من مشروب الكوكتيل الى جانب مقبلات الاطعمة ودعوة نساء جميلات الى نقاش هادئ حول الجنس وبيكاسو ونيتشي ومواضيع اخرى مغرية.
غير ان هافنار الذي لاقى الكثير من الانتقادات من التيارات المحافظة التي رأت انه يعمم الاباحية ومن حركات تحرر المرأة التي رأت في المجلة مجرد وسيلة استغلال للعنصر النسائي اذ حوّل هافنار  المرأة الى سلعة للاستغلال الجنسي وتمكن من المساهمة الى حد بعيد من نزع الكرامة عن الانسان وشن حرباً على الاخلاق والاحترام في العلاقات الانسانية، خاصة بين الرجل والمرأة وضرب كل المثل والاعراف.
مجلة بلاي بوي هي اليوم ضحية ما قامت بنشره وما عممته في العالم. انها تدفع ثمن الثورة الجنسية التي عملت على الترويج لها منذ سنة 1953. وربما انتهى دورها المفسد بعد ان عمّ الفساد العالم بأسره، ولا حاجة بعد الآن لمثل هذه المجلة بعد ان تفككت العائلة وراج الطلاق، وسادت المساكنه بدل الزواج وانتشرت الأباحية الجنسية واصبحت نمطاً مألوفاً في حياة الغرب.
انتهى دور «بلاي بوي» بعد ان اصبح بمقدور كل امرأة ان تتعرى وتنشر صورها الاباحية مباشرة على النت ودون التوسط الى هافنار والرضوخ الى طلباته ورغباته. اليوم تحولت من تريد من نساء وفتيات العالم الى مارلين مونرو اخرى او الى بطلة من بطلات الافلام الاباحية ومباشرة من غرفتها الخاصة الى العالم.
لقد نجح هافنار في  تعميم ما كان خاصاً حتى اصبح الخاص جزءاً من ثقافة اجتماعية معاصراً ومظهراً من مظاهر ثورة الجنس اللطيف.
وساهمت الانترنيت على تعميم هذه الاباحية التي بشر بها هافنار منذ مطلع الخمسينات.
في سنة 1930 نشر الكاتب والمؤرخ المحافظ كريستوفر داوسون كتاباً حول الجنس والمسيحية ووصف مؤسسة الزواج آنذاك انها لا تزال تعتبر الشكل السائد للعلاقة الجنسية التي يقبل بها المجتمع، وان الرجل والمرأة هما على استعداد لتقديم التضحيات الشخصية وعدم المخاطرة بالنظام الاجتماعي. ودعا داوسون الى الغاء الطلاق من قبل الحكومات، خاصة في حال وجود اطفال، لأن العائلة مهما صعبت ظروفها تبقى المكان الافضل لهم، ولا يمكن لمؤسسات الدولة ان تحل مكانها.
لكن داوسون الذي راقب بموضوعية ما يحدث في المجتمعات الغربية تنبأ ان «الزواج سوف يخسر ذاك الرونق الجاذب للشباب والساعين الى اقامة علاقات ثابتة قائمة على الحب. ورأى داوسون ان الطاقة الجنسية لدى الشباب سوف تبذر في علاقات جانبية بفضل حبوب منع الحمل، وان العازبين لن يقدموا في المستقبل على الزواج الا في مراحل متقدمة من حياتهم. الزواج المتأخر سوف يؤدي  بدوره الى انشاء عائلات محدودة الحجم.
ويرى الكاتب ان هذا الواقع الجديد الذي سيخفض عدد السكان في الدول الغربية سيؤدي الى وجود خلل في سلم الهرم السكاني ويدفع الحكومات الى اتخاذ تدابير لكي لا تنهار الدول بالكامل.
الوضع الاجتماعي الذي يعاني منه الغرب والذي تنبأ عنه كريستوفر داوسون، ساهمت مجلة بلاي بوي بتحقيقه باسم حرية النشر وحرية الرأي وحرية الافراد بالتصرف واقامة علاقات عاطفيية وجنسية هي في آخر المطاف البديل لمؤسسة الزواج المبنية على الحب المتبادل   والاحترام والوفاء بين رجل وامرأة بغية انشاء عائلة.
في سنة 1975 نشرت بلاي بوي تحقيقاً تحت عنوان «اغتصاب القرد يتعرض فيه الكاتب مباشرة الى انتقاد الثقافة الاميركية المبنية على التعاليم المسيحية الصافية.
اما اليوم، وبعد التدرج في الانحلال الاخلاقي نتيجة للثورة الجنسية يشهد الانسان تحولاً عميقاً في مفاهيمه الشخصية نتيجة لتلك الثورة التي شنت عليه ولم تشن من اجل صالحه، عبر تعميم الاباحية بواسطة الصحف والمجلات والافلام السينمائية والافلام الاباحية والموسيقى الصاخبة ونشر المخدرات وقبول الاجهاض ونشر الفكر الالحادي.
جميعنا تعرضنا لحرب على قيمنا الانسانية. وليس الدولار وحده هو من خسر قيمته بل جيع سكان العالم اليوم جرى خفض قيمتهم. الزواج والحب والعذرية والامومة ومحبة الله.. كلها فقدت معانيها وقيمتها في الوجدان الانساني- الاختراعات فقدت قيمتها، حقوق الانسان افرغت من معانيها..
وكما وصف الرئيس الاميركي جان كنيدي في اهم محاضرة له في جامعة اريزونا: ان الولايات المتحدة تتعرض لحرب تشن عليها من الداخل…» وما يطبق على اميركا ينطبق ايضاً على سائر بلدان العالم.
فالحفاظ على ما تبقى من القيم الانسان يوحد المزيد من الجهود والتضحيات والا نتحول جيمعاً الى ارقام وحقل اختبار…
فهل تاب هوفنار على فعله ام اننا دخلنا مرحلة جديده ومتقدمة في تعميم الانحلال الخلقي؟؟