بقلم الشاعر
نجيب داود

قال مخلصنا يسوع المسيح له المجد على الدوام، لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون ولا للجسد بما تلبسون. الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس، تأملوا الغربان، إنها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها. كم أنتم بالحري أفضل من الطيور، ومن منكم اذا اهتمّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدةً. فإن كنتم لا تقدرون ولا على الأصغر فلماذا تهتمون بالبواقي. تأملوا الزنابق كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل ويُطرح غداً في التنور يلبسه الله هكذا. فكم بالحري يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان، فلا تطلبوا أنتم ما تأكلون وما تشربون ولا تقلقوا، فإن هذه كلها تطلبها أمم العالم، فأما أنتم فأبوكم يعلم أنكم تحتاجون الى هذه. بل اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم.

شو باك يا إنسان بالمجهول
ماشي لا في بعدك ولا قبلك
وما قدرت لحظه بالنجوم تجول
تا تستنير وينجلي عقلك
وارجاع للإيمان للمعقول
تا ينبتوا زهور الوفا بحقلك
ولا يضل بالك بالدني مشغول
ومهموم بدك شربك وأكلك
***

تأمَّل النعمي من سما القدوس
وتوِّج حنينك من وحي الإيمان
بتشوف إنو الزنبق المغروس
لابس حلل وبرونقو الفتّان
هاللبس بتأكد مش ملبوس
حتى بأوج عز النبي سليمان
وليش يا انسان هالكابوس
وتزيد عمرك قهقرى وحرمان
ما زال قادر تبدل المنحوس
بالقناعه ونعمة الإيمان
***
تأمَّل الأزهار والأطيار
كيف الزهور وراق كاسيها
وكيف الطيور بتقصد الأشجار
وجوقات بترنِّم شواديها
الله خلقها وجبلها دبَّار
ومن دون موني ما قطع فيها
بتضلّها تلاقي بقلب الحجار
أشيا وأشي الرب عاطيها
***
ولا تشوف بالكتره ضنى القلِّي
ولا تجهل الدستور والمصدر
وتهتم كيف بتلبس الحلِّي
وكيف بدَّك تحصد البيدر
أكتر من المسموح لا تعلِّي
خود القليل ودشِّر الأكتر
تنسَّك وتوب ورتِّل وصلِّي
وخليك من هم الدني أكبر
بيبقى عليك الرب متجلِّي
وكل شي بإيمانك بيحضر
ومن دون ما قلَّك ولا تقلِّي
من ربنا ما في حدا أقدر
***
ولا تزعل وإيّاك تبدي اللوم
مهما المياه تصير منعكره
لا بد ما تصفى وترجع دوم
عا صفاها المي منشكره
ولا تفيق وتفيِّق حدا من النوم
وتخلق من الفكره ألف فكره
قضّي حياتك كل يوم بيوم
وهموم بكرا في لها بكرا